responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قواعد العقائد نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين    جلد : 1  صفحه : 95

وقال بعضهم: السهو لا ينافي العصمة.وقال بعضهم: الصغيرة لاتخلُّ بالعصمة.


الاحتراز، فيحصل من اجتماع هذه الأُمور تأكيد حقيقة العصمة.[1]

وأورد على السبب الثاني، بأنّ ذلك يقتضي أن لاتكون العصمة مقتضى طبع صاحبها، بل تكون بالتكلّف، هذا مع أنّ العصمة موهبة ذاتية لا اكتسابية.

وعلى السبب الثالث، بأنّ كثيراً من الأُمّة يقولون بعصمة الملائكة والأئمّة، وبعصمة حواء ومريم وفاطمة، ولم يقولوا بالوحي إليهم.

وعلى السبب الأوّل، بأنّه هو نفس العصمة وحقيقتها، لا سببها.[2]

تحقيق للعلاّمة الطباطبائي في المقام:

ثمّ إنّ للعلاّمة الطباطبائي ـ ره ـ بحثاً وتحقيقاً حول حقيقة العصمة وسببها، حاصله:

إنّ العصمة للمعصومين المتَّسمين بالمخلَصين ـ بفتح اللام ـ في اصطلاح القرآن الكريم، موهبة إلهيّة أُعطيت لهم من غير اكتساب وتكلّف، بل خلقهم اللّه تعالى على استقامة الفطرة واعتدال الخلقة، فنشأوا من بادئ الأمر بأذهان وقّادة وإدراكات صحيحة ونفوس طاهرة وقلوب سليمة، فنالوا بمجرّد صفاء الفطرة وسلامة النفس من نعمة الإخلاص ما ناله غيرهم بالاجتهاد والكسب، بل أعلى وأرقى، لطهارة داخلهم من التلوث بألواث الموانع والمزاحمات.

فآتاهم اللّه سبحانه من العلم ما هو ملكة تعصمهم من اقتراف الذنوب وارتكاب المعاصي، وتمنع معه صدور شيء منها عنهم صغيرة أو كبيرة، وبهذا يمتاز العصمة من العدالة، فانّهما معاً تمنعان من صدور المعصية، لكن العصمة يمتنع معها الصدور بخلاف العدالة.

وهذا العلم يخالف سائر العلوم في أنّ أثره العملي، وهو صرف الإنسان عمّا لاينبغي إلى ما ينبغي قطعي غير متخلّف دائماً، بخلاف سائر العلوم، فانّ الصرف فيها أكثري غير دائم، قال تعالى: (وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ) . (النمل/14) وقال: (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَ أَضَلَّهُ اللّهُ عَلى عِلْم)(الجاثية/23). وقال: (فَمَا اخْتَلَفُوا إِلاّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ


[1] ما ذكرناه كلام الرازي في المحصل بعينه، راجع نقد المحصل: ص369.
[2] نفس المصدر، وإرشاد الطالبين: ص301.

نام کتاب : قواعد العقائد نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين    جلد : 1  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست