responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قواعد العقائد نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين    جلد : 1  صفحه : 74

وقال أبو الحسن الأشعري: هذا إنّما يلزم عند تقدير كونهما مؤثّرين، ولذلك جوّز أن يكون للعبد قدرة، ولكنّ قدرة اللّه قديمة، وقدرة العبد تكون مع الفعل ولاتكون قبل الفعل، ولا تأثير له في الفعل، إلاّ أنّ العبد الذي يخلق فيه قدرة مع فعل لايكون كما يخلق فيه فعل من غير قدرة. والفعل يُسمّى كسباً للأوّل ولا يُسمّى بذلك للثاني. ومذهبه[1] أن لا مؤثّر في الوجود إلاّ اللّه تعالى.

وقال القاضي الباقلاني[1] من أهل السنّة: إنّ ذات الفعل من اللّه، إلاّ أنّه بالقياس إلى العبد يصير طاعة أو معصية، هذا [2] قريب في المعنى من قول أبي الحسن.



[1] أي لا مؤثر سواه تعالى لا على سبيل الاستقلال ـ كما هوا لحقّ ـ ولا على سبيل التبعية وبإذنه تعالى، فعنده لا سببيّة في عالم الوجود، فاللّه تعالى فاعل الموجودات والظواهر الكونية بالمباشرة، وإنّما جرت عادته بإيجاد بعض الحوادث مقارناً لبعض آخر، فيتوهم أنّ تلك المقارنة سببية وجودية بين الأشياء والحوادث، فليس هناك إلاّ مقارنة وجودية، لا ملازمة وعلاقة وجودية باسم العلّية والسببية، وهذا الاعتقاد من الأشاعرة يقرب ممّا تصوّره هيوم الإنكليزي في تفسير العلّية، حيث إنّه فسّرها بما يتداعى عند الذهن من مشاهدة مكرّرة لتعاقب الحوادث الخارجية، فيظن أنّ هناك رابطة وجودية حتميّة بين الحوادث، وليس كذلك، فإنّما هي تقارن وتوالي وجودي، فلا حقيقة للعلّية وراء الذهن، وليست هي من صفات الأشياء باعتبار وجوداتها الخارجية.


[2] وذلك لأنّ عنوان الطاعة والمعصية من العناوين المنتزعة عن الفعل بعد تحقّقه، فالفعل إذا كان مطابقاً لأمره تعالى سمّي طاعة وإلاّ معصية، فهذان العنوانان الانتزاعيان ليس لهما دور في واقعية الفعل، ومع ذلك كيف يصحّ أن يقال: إنّ القدرة الحادثة أثّرت في الفعل باعتبار كونه طاعة أو عصياناً، فإنّ مثل هذه القدرة متساوية وجوداً وعدماً، فلا تأثير للقدرة الحادثة في الفعل وهذا هو قول الأشعري.


[1] القاضي أبو بكر بن الطيب الباقلاني البصري من قدماء الأشاعرة، له دور بالغ في ترويج مذهب الأشعري وتأييده، توفي عام 403 هـ. ق، من آثاره: إعجاز القرآن، الانتصار، هداية المسترشدين، الإنصاف فيما يجب اعتقاده .
نام کتاب : قواعد العقائد نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين    جلد : 1  صفحه : 74
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست