والجوهر عندهم كلّ ما لايكون في موضوع، سواء كان صورة، أو مادّة، أو مركّباً منهما، وهو الجسم عندهم، أو غير ذلك.
وأمّا عند المتكلّمين فالجسم مؤلّف من أجزاء لاتتجزّى، يسمّون كلّ جزء منها بالجوهر الفرد; وتأليفه عند الأشعريّة [1] من جوهرين فصاعداً. وعند المعتزلة (2) إمّا من أربعة جواهر، وإمّا من ثمانية جواهر فصاعداً، لكون الجسم عندهم هو الطويل العريض العميق، والجوهر الفرد عند الحكيم ممتنع الوجود.
[1] إنّ الأشعري فسّر الجسم بالمؤلَّف، وأقلّ ما يحصل التأليف من جوهرين، فعنده كلّ مؤلَّف ومنقسم جسم ولو كان من جوهرين.
[2] إعلم أنّه إذا تألّف جوهران فما زاد في جهة واحدة ـ أي الطول ـ فذلك خط، وإذا تألّف خطان فما زاد في جهتين ـ أي الطول والعرض ـ فذلك سطح، وإذا تألف سطحان في جهتين، بأن يكون أحدهما منطبقاً على الآخر حتى يحصل العمق فذلك جسم، وعلى هذا أقلّ ما يحصل منه الجسم ثمانية جواهر.
هذا هو رأي أكثر المحقّقين من المتكلّمين، وقال بعضهم: أقلّ ما يحصل منه الجسم ستة، لأنّه يحصل من ثلاثة جواهر على هيئة شكل مثلّث، سطح، وثلاثة أُخرى كذلك سطح آخر، وبانطباق أحدهما على الآخر يحصل الجسم.
وقال الكعبي (م/317هـ) : إنّ الجسم يحصل من أربعة جواهر: ثلاثة كشكل مثلث، ثمّ يوضع رابع فوقها على هيئة شكل مخروط فيحصل له العمق. [1]