قالوا في جوابه: للعمل الصالح استحقاق ثواب يلزمه، وللكبيرة استحقاق عقاب يلزمه.فيؤثّر كلّ واحد من العملين في استحقاق الآخر بأن ينقصه حتّى يبقى في الآخر بقيّة من إحدى الاستحقاقين بحسب رجحانه فيحكم بذلك; وهو مأخوذ من قول الحكماء في المزاج، فانّهم قالوا بكسر سورة كلّ عنصر سورة كيفيّة العنصر الّذي يقابله ويخالطه حتّى يستقرّ العنصران على كيفيّة واحدة متشابهة في العنصرين.وهو المزاج.
وصاحب الصغيرة عندهم معفوّ عنه، إذ لاتأثير لذلك في العمل الصالح.وأطفال الكفّار [1] ملحقة بهم عند أهل السنّة وتحشر في النعيم بلاثواب، كالحيوانات عند غيرهم. فهذا ما قالوه في هذا الباب.
فإن كانت مدركة لذاتها والذوات الباقية، معتقدة لما يجب عليها أن تعتقده، متحلّية بالأخلاق الفاضلة والأعمال الصالحة، منقطعة العلائق عن الأشياء الفانية، وكان جميع ذلك ملكة راسخة فيها كانت من أهل الثواب الدائم.
[1] قال التفتازاني: «وأمّا الكفّار حكماً كأطفال المشركين، فكذلك (أي مخلّدون في النار) عند الأكثرين لدخولهم في العمومات... وقالت المعتزلة ومن تبعهم: لايعذّبون، بل هم خدم أهل الجنّة على ما ورد في الحديث، لأنّ تعذيب من لاجرم له ظلم، ولقوله: (وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى)(فاطر/18) و (لا تُجْزَونَ إِلاّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)(يس/54).
وقيل: من علم اللّه تعالى منه الإيمان والطاعة على تقدير البلوغ ففي الجنّة، ومن علم منه الكفر والعصيان ففي النار. [1]