وإن كانت عديمة الإدراك للذوات الباقية، معتقدة لما لايكون مطابقاً لنفس الأمر، مائلة إلى اللذّات البدنيّة، منغمسة في الأُمور الدنياويّة الفانية، متخلّقة بالأخلاق الرذيلة الفاسدة، وكان ذلك ملكة راسخة فيها كانت من أهل العقاب الدائم، لفقدان ما ينبغي لها، ووجود ما لاينبغي لها معها دائماً.
وبين المرتبتين مراتب لانهاية لها، بعضها أميل إلى السعادة وبعضها إلى الشقاوة.
وإن كانت الخيرات والشرور غير متمكّنة فيها تمكّن الملكات، بل كانت معرضة للزوال والفوت زالت سعادتها وشقاوتها بزوالها.
والنفوس الخالية عن الطرفين، كنفوس الصبيان والبله، تبقى غير متألّمة، ويكون لها لذّات ضعيفة، بحسب إدراكها لذاتها ولما لابدّ لها منه.
فرغت من التعليقة يوم الإثنين آخر شهر جمادي الأُولى