responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قواعد العقائد نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين    جلد : 1  صفحه : 138

والنفاة [1] القائلون بكونه جسماً قالوا: فناؤه وهلاكه عبارة عن تلاشي أجزائه واضمحلال أعضائه في التركيب وغيره.وإعادته جمع أجزائه وإحداث أعراض فيه مثل ما كانت قبل موته، وهي [2] عند أكثرهم يستحيل أن يكون عرضاً، لأنّ المعدوم لايعاد.


الروح عندهم جسم سار في البدن، سريان النار في الفحم، والماء في الورد، والزيت في الزيتونة.

وذهب جمهور الفلاسفة وأتباع المشائين إلى أنّه روحاني فقط، لأنّ البدن ينعدم بصورته وأعراضه، فلا يعاد، والنفس جوهر باق لا سبيل إليه للفناء، فيعود إلى عالم المجردات لقطع التعلّقات بالموت الطبيعي.

وذهب كثير من أكابر الحكماء ومشائخ العرفاء، وجماعة من المتكلّمين كحجة الإسلام الغزالي، والكعبي والحليمي، والراغب الإصفهاني، والقاضي أبو يزيد الدبوسي، وكثير من علماء الإمامية وأشياخنا الاثني عشرية كالشيخين المفيد وأبي جعفر والسيد المرتضى [1] ، والعلاّمة الطوسي وغيرهم ـ رضوان اللّه عليهم أجمعين ـ إلى القول بالمعادين

الجسماني والروحاني جميعاً، ذهاباً إلى أنّ النفس مجردة يعود إلى البدن.

وبه يقول جمهور النصارى والتناسخية، إلاّ أنّ الفرق أنّ محقّقي المسلمين ومن يحذو حذوهم يقولون بحدوث الأرواح وردّها إلى البدن لا في هذا العالم بل في الآخرة، والتناسخية بقدمها وردّها إليه في هذا العالم. وينكرون الآخرة والجنة والنار الجسمانيين».[2]


[1] يعني الذين نفوا القول بأنّ المعدوم شيء، وقالوا: إنّ الشيئية مساوقة للوجود، ففناء الإنسان وهلاكه بالموت بمعنى تفرّق أجزائه وخروجه عن حدّ الانتفاع، لا فناؤه بالكلية، وهو مذهب أبي الحسين البصري ومحمود الخوارزمي من المعتزلة واختاره ابن ميثم البحراني من الإمامية.[3]


[2] الظاهر أنّ المراد من الضمير المؤنث، هو النفس، يعني أنّ النفس عند أكثر المتكلّمين يستحيل أن يكون عرضاً، فإنّ العرض ينعدم، وإعادة المعدوم بعينه محال.


[1] هذا يخالف من نسب إلى السيد المرتضى من أنّ حقيقة الإنسان هو الهيكل المحسوس كما تقدّم.
[2] المبدأ والمعاد: ص272 ـ273.
[3] قواعد المرام: ص147.

نام کتاب : قواعد العقائد نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين    جلد : 1  صفحه : 138
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست