responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قواعد العقائد نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين    جلد : 1  صفحه : 137

المسألة الثالثة: في المعاد:

اختلف الناس [1] فيه. فالدهريّة[1] أنكروه، وقالوا: الإنسان ينعدم بموته ولايكون له عود إلى الوجود.والقائلون بأنّ المعدوم شيء قالوا: بأنّه ينعدم بموته، ثمّ يعود إلى الوجود، وحينئذ يثاب أو يعاقب.أمّا انعدامه فلقوله تعالى: (كُلُّ مَنْ عَلَيْها فان)(الرحمن/26) و (كُلُّ شَيْء هالِكٌ إِلاّ وَجْههُ)(القصص/88) . وأمّا عوده فلوجوب كونه مثاباً أو معاقباً في الآخرة.



[1] قال صدر المتألّهين: «إنّ من الأوهام العامية، وهم من يذهب إلى استحالة حشر النفوس والأجساد وامتناع أن يتحقق في شيء منهما المعاد، وهم الملاحدة والدهرية وجماعة من الطبيعيين والأطباء الذي لااعتماد عليهم في الملّة والشريعة، ولا اعتداد بهم في العقل والحكمة، زعماً منهم أنّ الإنسان ليس إلاّ هذا الهيكل المحسوس حامل الكيفية المزاجية وما يتبعها من القوى والأعراض، وأنّ جميعها يفنى بالموت وينعدم بزوال الحياة ولايبقى إلاّ المواد العنصري المتفرقة، فالإنسان كسائر الحيوان والنبات إذا مات فات، وسعادته وشقاوته منحصرة فيما له بحسب اللذّات والآلام الحسّية الدنياوية، وفي هذا تكذيب للعقل على ما يراه المحقّقون من أهل الملّة النبوية.

والمنقول من جالينوس في أمر المعاد هو التوقّف بناءً على تردّده في أمر النفس أنّـها هل هي المزاج فيفنى بالموت فلا يعاد، أم هي جوهر مجرّدة باق بعد الموت ليكون لها المعاد؟

واتّفق المحقّقون من الفلاسفة والملّيين على حقّيّة المعاد، لكنّهم اختلفوا في كيفيّته فذهب جمهور المتكلّمين وعامة الفقهاء وأهل الحديث إلى أنّه جسماني، فقط بناءً على أنّ


[1] تطلق الدهرية على طائفتين :
الأُولى: المنكرون للمبدأ والمعاد جميعاً، الناسبون للحوادث وجوداً وعدماً إلى الدهر.
الثانية: المثبتون للمبدأ، المنكرون للمعاد، وهم الذين أُشير إليهم في قوله تعالى: (وَقالُوا ما هِيَ إلاّ حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما يُهْلِكُنا إِلاّ الدَّهْر) (الجاثية / 28)، فانّ الآية على ما يعطيه السياق ـ سياق الاحتجاج على الوثنيين المثبتين للصانع المنكرين للمعاد ـ حكاية قول المشركين فى إنكار المعاد، لا كلام الدهريين المنكرين للمبدأ والمعاد جميعاً، إذ لم يسبق لهم ذكر في الآيات السابقة. (الميزان، ج 18، ص 174).

نام کتاب : قواعد العقائد نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين    جلد : 1  صفحه : 137
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست