responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قواعد العقائد نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين    جلد : 1  صفحه : 139

والحكماء [1] قالوا: إنّه محلّ للعلم بما لاينقسم وبما لايمكن أن يشار إليه إشارة حسيّة.ويستحيل أن يكون محلّ ما لاينقسم أو لا يقبل الإشارة جسماً،



[1] أراد إثبات تجرّد النفس، وكان الأولى ذكر كلامهم هذا في ذيل البحث السابق،عند نقل كلام الحكماء في أنّ النفس جوهر غير جسماني لايمكن أن يشار إليه إشارة حسّية.

وحاصل البرهان: أنّ من تصوراتنا، تصوّر مالا ينقسم كالوحدة، وتصوّر مالايمكن أن يشار إليه إشارة حسية كالمعاني الكلية، والصورة العلمية عارضة للنفس حالّة فيها، فلو كانت النفس جسماً كان قابلاً للقسمة وقابلاً للإشارة الحسّية، ولازمه كون الصور العلمية أيضاً قابلاً للقسمة وللإشارة الحسّية، لأنّ العرض تابع لموضوعه والحال تابع لمحلّه، هذا خلف.

وهذا البرهان من أقوى البراهين عندهم على تجرّد النفوس المدركة للمعاني الكلية وللحقائق البسيطة، وناقش فيه صدر المتألّهين ـ ره ـ بأنّه لايثبت تجرّد جميع النفوس الإنسانية، حيث قال: «إنّ هذا البرهان غير جار في كلّ نفس، بل إنّما يدلّ على تجرّد العاقلة للصورة التي هي معقولة بالفعل في نفس الأمر، وتلك النفس هي التي خرجت من حدّ العقل بالقوة والعقل الاستعدادي إلى حدّ العقل بالفعل والمعقول بالفعل، وهذا العقل يوجد في بعض أفراد الناس دون الجميع، وذلك لأنّ الذي يدركه أكثر الناس من الطبائع الكلية وجودها في أذهانهم، يجري مجرى وجود الكليات الطبيعية في الخارج في جزئياتها المادية، وكذلك إذا وجدت ماهية في ذهن أكثر الناس فإنّها توجد بعين وجود صورة متخيّلة، لكن للذهن أن يعتبرها بما هي مشتركة بين كثيرين فتكون معقولة مجرّدة، ونحن لا نسلّم أنّ كلّ واحد من أفراد الناس يمكنه ملاحظة هذا الاعتبار، ولانسلّم أيضاً أنّ كلّ واحدة من النفوس البشرية أمكنها أن تتصورحقيقة البسائط، وأكثر الناس إنّما يرتسم في أذهانهم إذا حاولوا إدراك البسائط أشباح خيالية.فهذه النفوس مجردة عن الأجسام الطبيعية لا عن الصور الخيالية. [1]


[1] الأسفار: 8/264 ـ 268 بتلخيص وتصرّف قليل، ثمّ إنّ هناك حجج كثيرة على تجرّد النفس، فقد ذكر صدر المتألّهين، إحدى عشرة حجّة منها، راجع نفس المصدر، ص260ـ 303.
نام کتاب : قواعد العقائد نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين    جلد : 1  صفحه : 139
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست