responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قواعد العقائد نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين    جلد : 1  صفحه : 127

الشيعة بالرافضة، [1] إذ رفضوا زيداً.



[1] هذا هو المشهور بين أرباب الملل والنحل في وجه تسمية الشيعة الإمامية بالرافضة، ومصدر ذلك ما ذكره الأصمعي، من أنّهم كانوا قد بايعوا زيد بن علي بن الحسين، ثمّ قالوا له: ابرأ من الشيخين نقاتل معك، فأبى وقال: كانا وزيري جدّي فلا أبرأ منهما فرفضوه وارفضوا عنه، فسمّوا رافضة.

ولكن السابر في التاريخ لايرى لهذا الوجه قيمة، بل يراه من المجعولات الناشئة من الأغراض السياسية والمذهبية، وكان الأصمعي ناصبياً ومع ذلك كيف يمكن الاعتماد على قوله خصوصاً إذا تضمّن تنقيصاً و ازدراءً بعليّ ـ عليه السّلام ـ

وشيعته.

ولم يكن اصطلاح الرافضة موهوباً من زيد بن عليّ لشيعة جدّه، كيف وقد ورد ذلك المصطلح على لسان أخيه محمّد الباقر ـ عليه السّلام ـ

الذي توفّي قبل ثورة زيد بست سنوات أو أكثر.

روى أبو الجارود عن أبي جعفر الباقر ـ عليه السّلام ـ

أنّ رجلاً يقول: إنّ فلاناً سمّانا باسم، قال: وما ذاك الاسم؟ قال: سمّانا الرافضة، فقال أبو جعفر ـ مشيراً بيده إلى صدره ـ وأنا من الرافضة وهو منّي، قالها ثلاثاً.[1]

والحقّ أنّ الرافضة كلمة سياسية كانت تستعمل قبل أن يولد زيد بن علي ومن بايعه من أهل الكوفة، فالكلمة تطلق على كلّ جماعة لم تقبل الحكومة القائمة ـ سواء أكانت حقّاً أم باطلاً ـ وهذا معاوية بن أبي سفيان يصف من جاءه مع مروان بن الحكم بالرافضة، وهم كانوا أعداء عليّ ـ عليه السّلام ـ

ومخالفيه، وما هذا إلاّ لأنّ هؤلاء كانوا غير خاضعين للحكومة القائمة آنذاك.

وبما أنّ الشيعة منذ تكوّنها لم تخضع للحكومات القائمة بعد رسول اللّه صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم فكانت رافضة حسب الاصطلاح الذي عرفت.[2]


[1] بحار الأنوار: 65/97 نقلاً عن المحاسن (للبرقي المتوفى 274 ) ج1، ص119ـ 122.
[2] راجع بحوث في الملل والنحل، لشيخنا الأُستاذ السبحاني ـ مدّظله ـ الطبعة الثانية.

نام کتاب : قواعد العقائد نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين    جلد : 1  صفحه : 127
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست