غير مشهورة في المعنى المقصود ، اعتمادا منه على عنايته [١] ، وينبغي أن يختار في الحدود والرسوم أوضح الألفاظ في
المعنى المراد ، ويحترز عن الألفاظ المشتركة ، فكيف باستعمال لفظ هو في غير المعنى
المقصود أظهر.
ثم ، وإن نزلنا
عن هذا المقام ، وسلمنا أن المركب في الظاهر هو أحد الجزأين أو الأجزاء ، فليس كل
اسم مركب إلى غيره غير مشابه لمبنى الأصل : معربا ، بل الاسم المركب إلى عامله ؛
ألا ترى أن المضاف اسم مركب إلى المضاف إليه ، ولا يستحق بهذا التركيب اعرابا ، بل
المضاف إليه يستحقه بالتركيب الإضافي ، لأن المضاف عامله ، على قول ، أو الحرف
المقدر ، على الآخر ، كما يجيء ؛ وكذا التابع مع متبوعه ، لا يستحق أحدهما بهذا
التركيب اعرابا معينا ، وكذا أسماء الحروف الموجودة في أوائل السور ، نحو : حم ،
ويس.
قوله «مبني
الأصل» ، هذا أيضا من ذاك [٢] ، لأنه اصطلاح مجدّد منه مراد به الحرف والفعل الماضي
والأمر ، على ما فسّره في الشرح [٣].
وإن أخذنا لفظ «المبني
الأصل» على ما يقتضيه اللفظ من المعنى المشهور ، دخل فيه مطلق الأفعال وإن كانت
مضارعة ، إذ أصل جميع الأفعال : البناء على ما ذهب إليه البصرية ؛ فيرد عليه اسم
الفاعل واسم المفعول والمصدر ، وجميع باب ما لا ينصرف.
بلى ، إن اختار
مذهب الكوفيين من كون المضارع أصيلا في الإعراب كالاسم ، لتوارد المعاني عليه كما
يجيء في بابه ، لم يرد عليه ما ذكرنا.
ولا يرد على
تفسيره المبني الأصل بالحرف والماضي والأمر : المصدر [٤] في نحو :