إنما قدم الاسم
على الفعل والحرف ، لحصول الكلام من نوعه دون أخويه ، نحو : زيد قائم ، والمقصود
من معرفة الكلم الكلام والأحوال التي تعرض له من الإعراب وغيره.
ثم قدم الفعل
على الحرف ، لأنه ، وإن لم يتأتّ من الفعلين كلام كما تأتّى من الاسمين ، لكنه
يكون أحد جزأي الكلام ، نحو ضرب زيد ، بخلاف الحرف ، فإنه لا يتأتّى منه ومن كلمة
أخرى كلام.
فإن قيل : يجب
أن تكون الكلمة هذه الثلاثة معا ، لأن الواو للجمع ، فيكون نحو : أذهب زيد ، ونحو
مرّ بزيد ، كلمة ، لأنه اسم وفعل وحرف.
فالجواب أنه
كان يلزم ما قلت لو كان هذا قسمة الشيء إلى أجزائه كما تقول : السكنجبين [١] خل وعسل ، وما ذكره قسمة الشيء إلى جزئياته نحو قولك
الحيوان إنسان
[١] السكنجبين كلمة
أعجمية معناها الشراب المتخذ من حامض وحلو ، ومثل لهما المؤلف بالخل والعسل.