لا عاما ولا خاصا بل لا بدّ فيه من الاطلاق ، ولا نسلم أن هذا القيد شرط في
الصفة ، لأنك تقول هذا العالم ، وكل عالم ، والأول خاص والثاني عام وكلاهما وصفان [١].
وان أراد
المصنف بالاطلاق العموم ، قلنا : لا نسلم أن ماهية الوصف لا بد فيها من معنى
العموم ، بل الصفة المرادة في باب منع الصرف أن يكون الاسم وضع دالا على معنى غير
الشمول وصاحبه صحيح التبعية لما يخصص ذلك الصاحب ، كما يجيء في باب الوصف [٢] ، فإذا ثبت في اسم أن دلالته على ما ذكرنا ، وصحة تبعيته
لذلك المخصص وضعيتان ، فلا يضره في منع الصرف عروض ما يمنع جريه على ذلك المخصص
وتبعيته له ،
ألا ترى أن نحو
أسود وأرقم عرض فيه ما يمنع الجري وهو الغلبة ، لكن لما كان المعنى الموضوع له
الوصف ، وهو العرض وصاحبه باقيا لم يضره ذلك العارض.
على أن لي في
اعتبار كون دلالة الاسم على المعنى وصاحبه وضعية في باب منع الصرف ، نظرا ، كما
ذكرنا في أربع ، فنقول.
يمكن أن يعتبر
في حاتم معنى الحتم ، فيكون دالا على معنى وصاحبه ، لكن عرض له المانع من الجري
وهو العلمية ، كما عرض في نحو أسود وأرقم : الغلبة المانعة من الجري ، فالعلمية
ههنا كالغلبة هناك ، لا فرق بينهما الا أن الكلمة بالعلمية تصير أخصّ منها بالغلبة
وحدها ، لأن العلمية تخصصها بذات واحدة ، والغلبة بنوع واحد ؛ بلى ، الفرق بين
العلمية والغلبة مطلقا : ان الغلبة لا تنفكّ عن مراعاة معنى الوصف كما في أسود
وأرقم ، والأكثر في العلمية عدم مراعاته ، والدليل على امكان لمح الوصف مع العلمية
قولهم : انما سميت هانئا لتهنأ ، وقول حسان :
[١] وصفان : روعي
معنى كلا فأخبر عنهما بالمثنى وهو جائز والمؤلف يستعمل الوجهين.
[٢] هذا الذي ذكره
هنا هو تعريف النعت كما يجيء في الكلام على التوابع.