وأيضا ، فنحن
نعلم أن اللقب ، كالمظفّر ، وقفة ، من الأعلام ، واللقب هو الذي يعتبر فيه المدح
أو الذم ، فيمكن فيه معنى الوصف الأصلي.
ويؤكد هذا قول
النحاة : انما تدخل اللام على الأعلام التي أصلها المصادر والصفات ، كالفضل
والعباس للمح الوصفية الأصلية ، فلو لم يجتمع الوصف مع العلمية فكيف لمح؟ ، ولو
كانت الصفة من حيث هي هي ، تقتضي العموم وتنافي الخصوص لم يجز نحو : هذا العالم
فانه خاص بالضرورة مع اعتبار معنى الوصف فيه.
فان قلت : فإذا
لم يكن بينهما تناف ، فلم لم يمتنع [٢] : هانئ ، ومحمد ، في المثل والبيت المذكورين ، وكذا كل
علم ملموح فيه الوصف الأصلي؟
قلت : كذا كان
يجب ، الا أن المقصود الأهمّ الأعمّ في وضع الأعلام لمّا كان تخصيص المسمّى بها ،
سواء لمح فيها المعنى الأصلي كما في اللقب ، أو لم يلمح كتسميتهم الأحمر بالأسود
وبالعكس ، وكان المعنى الأصلي انما يلمح لمحا خفيا فيها ، ويومأ إليه إيماء مختلسا
في بعض الأعلام ؛ لم يعتدّ بذلك الوصف الأصلي لكونه كالمنسوخ مع لمحه ، وكذا نقول
في الجمعية في نحو مساجد علما : انما لم تعتبر وان لم تنافها العلمية ، وأمكن
لمحها في بعض الأعلام ، لأن المقصود الأهم في وضع العلم غير معنى الجمعية.
فإذا ثبت أن
معنى الوصف والجمعية لا يعتبران في الموضع الذي يصح لمحهما فيه ، فكيف بالاعتبار
في نحو : مساجد اسم رجل الذي لم يلمح فيه معنى الجمع ، وفي حاتم ، إذا لم يلمح فيه
معنى الوصف.
[١] من أبيات لحسان
بن ثابت الأنصاري في مدح النبي صلّى الله عليه وسلّم وقال البغدادي انه أول
الأبيات وبعده :
نبيّ أتانا بعد يأس وفترة
من الرسل والأوثان في الأرض تعبد
قال ولذلك فالصواب فيه : شق له من اسمه
بدون عطف وان لزم منه أن يكون في البيت الخرم : ثم نقل عن المواهب اللدنية أبياتا
أخرى فيها هذا البيت ثالث الأبيات وقبله :
وضم الإله اسم النبي إلى اسمه
إذا قال في الخمس المؤذن أشهد
وشق له ... الخ ثم قال وعلى هذا فرواية
البيت بالواو صحيحة.
[٢] أي لم لم يمتنع
كل من اللفظين من الصرف للعلمية والوصف.