ارتجت مكة لدويّصوتهم، فسمعه المشركون الذين تفرّقوا في الجبال ينظرون
المشهد المثير. وحينما كان يمر على أي صنم من أصنام المشركين، يقول و هو
يشير بقضيب في يده: ( جاءَ الحقُّ وزَهَقَ الباطِلُ إنَّ الباطِلَ كانَ زَهُوقاً)[1] فيقع الصنم
لوجهه، ثمّأمر بتحطيم أكبر الاَصنام على مرأى من المشركين.
وبعد أخذ استراحة، طلب من عثمان بن طلحة أن يأتيه بمفتاح الكعبة، فقد
كان هو سادن الكعبة، حيث كانت السدانة تتوارث جيلاً بعد جيل. وفتح النبي
(صلى الله عليه وآله وسلم) باب الكعبة و دخل البيت، و دخل بعده، أُسامة بن زيد،
و بلال وعثمان. ثمّأمر (صلى الله عليه وآله وسلم) بإغلاق الباب، الذي قام خالد
بن الوليد بحراسته ومنع الناس عنه.
ولمّا كانت جدران الكعبة من الداخل مغطاة بصور الاَنبياء والملائكة
وغيرهم، فإنّ النبيص أمر بمحوها جميعاً وغسلها بماء زمزم.
وقد اشترك الاِمام علي (عليه السلام) في كسر بعض الاَصنام الموضوعة
في الكعبة، وحاول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يصعد على كتفيه، إلاّأنّ
ضعف الاِمام (عليه السلام) لم يساعده في ذلك، فطلب منه النبي «صلى الله عليه
وآله وسلم» أن يصعد ـ عليٌ ـ على كتفه قائلاً: «يا عليّاصعد على منكبي»، فصعد
على منكبه، فألقى صنم قريش الاَكبر وأصنام أُخرى محطمة إلى الاَرض.[2] ثمّ
وقف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على باب الكعبة وقال: «الحمد للّه الذي
صدق وعده ونصر عبده وهزم الاَحزاب وحده». ثمّ اتجه إلى الناس الذين
يشاهدون الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يكسر الاَصنام ويحمد اللّه،
فسألهم: