وكان كلّواحد من هوَلاء إمّا قتل أحداً، أو ارتكب جناية أو شارك في
موَامرة أوحرب ضدّ الاِسلام والمسلمين.
وفي دخول مكّة أخذ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الحيطة والحذر،
ففرّق الجنود، على أن يدخلوها من أسفلها، وآخرون يتخذون طريقاً من أعلاها،
وأعداداً أُخرى تدخل من جميع المداخل والطرق الموَدية إلى داخل مكّة،
فدخلت الفرق كلّها مكّة دون قتال، إلاّ ما حدث مع جبهة خالد بن الوليد، الذي
قابلته مقاومة صغيرة تمكن من السيطرة على الوضع بعد هروب المعتدين.
أمّا النبي الاَكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد دخل مكة من ناحية أذاخر
وهي أعلى نقطة في مكّة، فضربت له قبة من أدم بالحجون ـ عند قبر عمّه العظيم
أبي طالب ـ ليستريح فيها، فقد أبى أن ينزل في بيت من بيوتها. واغتسل بعد
الاستراحة، فركب راحلته القصواء متوجهاً إلى المسجد الحرام لزيارة بيت اللّه
المعظم والطواف به على راحلته، حيث لم يترجل،وكبّـر فكبّـر المسلمون، حتى