responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة المحمّدية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 202

أخ كريم، وقد قدرت. فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : «فإنّي أقول لكم كما قال أخي يوسف: (قالَ لا تَثْريبَ عَلَيْكُمُ اليَومَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرّاحِمين)[1].

وبهذا أعلن (صلى الله عليه وآله وسلم) العفو العام والشامل عن أهل مكة بقوله: «ألا لبئس جيران النبي كنتم،لقد كذّبتم،وطردتم وأخرجتم وآذيتم ثمّ ما رضيتم حتى جئتموني في بلادي تقاتلونني، اذهبوا فأنتم الطلقاء».[2]

وكان الوقت ظهراً فحان وقت الصلاة ، فصعد بلال سطح الكعبة ورفع نداء التوحيد و الرسالة ـ الاَذان ـ وبعدها ردّمفتاح الكعبة على عثمان بن طلحةو قال له:

«هاك مفتاحك يا عثمان، اليوم يوم برّ ووفاء». فالنبي «صلى الله عليه وآله وسلم» هو أوّل من يلتزم بالتعليم الاِلهي في أداء الاَمانة إلى أهلها، فيعيد مثل تلك الاَمانة الكبرى إلى صاحبها. ثمّ ألغى جميع مناصب الكعبة السائدة في الجاهلية، إلاّ ما كان نافعاً للناس، كالسدانة، والحجابة ـ و هي القيام بشوَون أستار الكعبة ـ و سقاية الحجيج.[3]

وفي حديث له (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى أقاربه، في اجتماع ضم بني هاشم و بني عبد المطلب، أوضح لهم أنّ صلة القربى التي تربطهم به «صلى الله عليه وآله وسلم» لا تبرر لاَحد منهم أن يتجاهل قوانين الحكومة الاِسلامية، فيتخذ من انتسابه إلى زعيمها ذريعةوغطاء لارتكاب ما لا يحل للآخرين.

وهو (صلى الله عليه وآله وسلم) بهذا قد شجب كلّ تمييز وتفضيل غير صحيح وسليم، داعياً إلى لزوم العدل ومراعاة المساواة بين جميع الطبقات: «يا بني


[1] يوسف:92.
[2] بحار الاَنوار: 21|106؛ السيرة الحلبية:2|412.
[3] بحار الاَنوار: 21|132.
نام کتاب : السيرة المحمّدية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 202
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست