نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 229
زماننا هذا فإنه و إن وجب على الأعيان و الكفاية على تفصيل
فقد وجب في زماننا هذا على الأعيان مطلقا لأن فرض الكفاية إذا لم يقم به من فيه
كفاية يصير كالواجب العيني في مخاطبة الكل به و تأثيمهم بتركه كما هو محقق في
الأصول.
فإن تركها من أهم ما
ينبغي لطالب العلم و لا سيما لغير الجنس و خصوصا لمن قلت فكرته و كثر تعبه و
بطالته فإن الطبع سراق. و أعظم آفات العشرة ضياع العمر بغير فائدة و ذهاب العرض و
الدين إذا كانت لغير أهل. و الذي ينبغي لطالب العلم أن لا يخالط إلا لمن يفيده أو
يستفيد منه فإن احتاج إلى صاحب فليختر الصاحب الصالح الدَّيِّنَ التقي الذكي الذي
إن نسي ذكره و إن ذكر أعانه و إن احتاج واساه و إن ضجر صبره فيستفيد من خلقه ملكة
صالحة فإن لم يتفق مثل هذا فالوحدة و لا قرين السوء.
مواظبا عليه في جميع
أوقاته ليلا و نهارا سفرا و حضرا و لا يذهب شيئا من أوقاته في غير طلب العلم إلا
بقدر الضرورة لما لا بد منه من أكل و نوم و استراحة يسيرة لإزالة الملل و مؤانسة
زائر و تحصيل قوت و غيره مما يحتاج إليه أو لألم و غيره مما يتعذر معه الاشتغال
فإن بقية العمر لا ثمن لها و من استوى يوماه فهو مغبون[3].
[2]- لاحظ« تذكرة السامع»/ 26- 27؛« شرح المهذّب»
ج 1/ 62- 63.
[3]- حديث نبويّ مرويّ في« إرشاد القلوب» ج 1/ 87؛
و« تفسير كشف الأسرار» ج 4/ 459؛ و« عوالي اللآلي» ج 1/ 284. و هو أيضا مرويّ عن
موسى بن جعفر عليهما السّلام في« بحار الأنوار» ج 78/ 327، باب مواعظ أبي الحسن
موسى- نقلا عن« كشف الغمّة»- و في« بحار الأنوار» ج 78/ 277 عن الصادق عليه
السّلام:« من اعتدل يوماه فهو مغبون»؛ و أيضا فيه ج 71/ 173، الحديث 5- نقلا عن«
أمالي الصدوق»- عن الصادق عليه السّلام:« من استوى يوماه فهو مغبون».
نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 229