نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 209
التاسع
[9-] أن يحسن خلقه مع
جلسائه زيادة على غيرهم
و يوقر فاضلهم بعلم أو
سن أو صلاح أو شرف و نحو ذلك و يرفع مجالسهم على حسب تقديمهم في الإمامة[1] و يتلطف
بالباقين و يكرمهم بحسن السلام و طلاقة الوجه و البشاشة و الابتسام و بالقيام لهم
على سبيل الاحترام و لا كراهة فيه بوجه و إن كان في بعض الأخبار ما يوهمه[2] و تحقيقه في
غير هذا المحل.
[1]- الظاهر أنّه يريد تقديمهم في إمامة الجماعة،
و هو- كما في« شرح اللمعة» ج 1/ 391- 393- هكذا.« ... و يقدّم الأقرأ من الأئمّة
... فالأفقه ... فإن تساووا في الفقه و القراءة فالأقدم هجرة من دار الحرب إلى دار
الإسلام ... و في زماننا قيل هو السبق إلى طلب العلم، ... فإن تساووا في ذلك سنّ
مطلقا أو في الإسلام ... فإن تساووا فيه فالأصبح وجها ... و لم يذكر هنا ترجيح
الهاشمي، لعدم دليل صالح لترجيحه، و جعله في« الدروس» بعد الأفقه، و زاد بعضهم في
المرجّحات بعد ذلك الأتقى و الأورع ... و بعض هذه المرجّحات ضعيف المستند و لكنّه
مشهور».
[2]- لعلّه يقصد بذلك- كما يظهر من« أدب الإملاء و
الاستملاء»/ 34- مثل ما روي في« سنن أبي داود» ج 4/ 358، كتاب الأدب، الحديث
5230:« عن أبي أمامة، قال: خرج علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه[ و آله] و
سلّم، متوكّئا على عصا، فقمنا إليه، فقال: لا تقوموا كما تقوم الأعاجم يعظّم بعضها
بعضا».( و مثله في« سنن ابن ماجة» ج 2/ 1261، كتاب الدعاء، الباب 2، الحديث 3836،
عن أبي أمامة)؛ أو ما روي في« سنن الترمذي» ج 5/ 90، كتاب الأدب( 44)، الباب 13،
الحديث 2754-؛ و« مكارم الأخلاق»/ 16؛ و« إحياء علوم الدين» ج 2/ 181- عن حميد بن
أنس قال: لم يكن شخص أحبّ إليهم من رسول اللّه صلّى اللّه عليه[ و آله] و سلّم،
قال: و كانوا إذا رأوه لم يقوموا لما يعلمون من كراهيته لذلك». أو يقصد ما روى في«
كتاب سليم بن قيس»- كما في« بحار الأنوار» ج 75/ 466، الحديث 14- من أنّ رسول
اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال:
« أيّها الناس! عظّموا أهل بيتى
في حياتي و من بعدي و أكرموهم و فضّلوهم؛ فإنّه لا يحلّ لأحد أن يقوم من مجلسه
لأحد إلّا لأهل بيتى».
و ممّا يدلّ على عدم الكراهة-
فيما نحن فيه- ما رواه البرقي في« المحاسن»/ 233، الحديث 186، و العلامة المجلسي،
قدّس اللّه نفسه الزكيّة، في« بحار الأنوار» ج 75/ 466- 467، الحديث 13 نقلا عن«
المحاسن»:« عن إسحاق بن عمّار، قال قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام: من قام من
مجلسه تعظيما لرجل؟ قال: مكروه إلّا لرجل في الدين». و قال الغزالي في« إحياء علوم
الدين» ج 2/ 181:« و القيام مكروه على سبيل الإعظام لا على سبيل الإكرام»؛ و لعلّه
يجمع بذلك بين الأحاديث المتعارضة، فتأمّل. و قال النووي في« شرح المهذّب» ج 1/
56:« و قد ينكر القيام من لا تحقيق عنده، و قد جمعت جزء فيه الترخيص فيه و دلائله،
و الجواب عمّا يوهم كراهته». و قال أيضا في« الأذكار»/ 239:« و أمّا إكرام الداخل
بالقيام، فالذي نختاره أنّه مستحب لمن كان فيه فضيلة ظاهرة من علم أو صلاح أو شرف،
... و يكون هذا القيام للبرّ و الإكرام و الاحترام لا للرئاء و الإعظام، و على هذا
الذي اخترناه استمرّ عمل السلف و الخلف، و قد جمعت في ذلك جزء جمعت فيه الأحاديث و
الآثار و أقوال السلف و أفعالهم الدالّة على ما ذكرته، ذكرت فيه ما خالفها و أوضحت
الجواب عنه، فمن أشكل عليه من ذلك شيء و رغب في مطالعة ذلك الجزء رجوت أن يزول
إشكاله، إن شاء اللّه تعالى».-- راجع أيضا« أدب الإملاء و الاستملاء»/ 34- 35،
137- 138؛« فتح الباقي» ج 2/ 209- 210؛« شرح ألفية العراقي» ج 2/ 209- 210.
نام کتاب : منية المريد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 209