responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كتاب الغيبة للنعماني نویسنده : النعماني، محمد بن إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 8

يشتمل على ما لا يشتمل عليه صاحبه، و يحتوي علما لا يحتويه مضارعه، فإنّ الكحل لا يغني عن الشنب‌[1] و إنّما الفضل لمن سبق، و قد اعتنت بروايته و دراسته جماعة من العلماء في كلّ الأعصار، و عدّوه من الأصول المعتبرة الّتي عليها المدار، من دون أيّ طعن فيه أو غمز في مؤلّفه، بل انعقد إجماعهم دون محاشاة على اعتباره، و صحّة جلّ أخباره، هذا شيخ الشّيعة، و زعيمها الأكبر، و معلّمها المناضل المجاهد أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان الملقّب بالمفيد (ره) كان يروي عنه في كتاب غيبته، و يحتجّ برواياته، و ذاك شيخ الطائفة، و رئيس الفرقة الناجية أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسيّ (ره) كان ينقل منه و يعتقد صحّته، و هكذا زمرة كبيرة من رجالات العلم و أئمّة الحديث زيّنوا كتبهم بنقل أخباره و تبجيل مؤلّفه و سرد أقواله.

فاذا كان الكتاب ذا أهمّيّة إلى هذه الدّرجة فبالحريّ أن يحيا و ينشر، و حقيق بأن تتوفّر نسخه، خليق بأن يحتفل على تدارسه، و باحيائه يحيا مؤلّفه، و يظهر فضله، و يبرز نبله، و لا بدّ أن ينشر في ثوب قشيب، عريّا من الخلل و السقط و التحريف بحيث يليق بجلالة التأليف و شخصيّة المؤلّف، فالتّسامح في أمره يوجب الندم، و التقاعس عن مفروضه يورث زوال النّعم، و عدم الاعتناء بشأنه عدّ من الذّنوب الّتي تنزل النّقم، و الغفلة عنه تقود إلى الفوت لأنّ الحياة تجرّ إلى الموت، و إضاعة الفرص تنتهي إلى تجرّع الغصص، و الصحّة مركب الألم، و الشّيبة زورق يقطع إلى ساحل الهرم.

فكنت أغدو و أروح في فجوة الانتظار، أترقّب الفرصة و فراغ البال، فما زالت العوائق تدفعني عن القيام بواجبه، و المشاغل تمنعني عن الاقدام بأمره، و كلّما جنحت إلى الانفصال إليه حال بيني و بينه مانع يذودني عنه، و متى رمت المتاب إليه رددت، و كلّما يممت الباب صددت، فكم من مأمول بين أثناء المحاذير مدبّج، و محبوب في طيّ التقادير مدرّج، فمرّت على ضالّتي المنشودة شهور


[1]. الكحل- بالتحريك- شدّة سواد العين. و الشنب: بياض الأسنان.

نام کتاب : كتاب الغيبة للنعماني نویسنده : النعماني، محمد بن إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 8
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست