اعلم أنّ الاعتقاد
بالمهديّ عليه السّلام و ظهوره في آخر- الزّمان و كونه من ولد الزّهراء بنت رسول
اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ليس منحصرا بالفرقة الإماميّة فحسب، و لا هو
فكرة مستحدثة عندهم دفعهم إليها شدّة الظلم و الجور عليهم من الحكومات الجائرة كما
ظنّه بعض الحدثاء المغفّلين أو الناكبين عن الحقّ، بل هي فكرة إسلاميّة اعتقدها
جميع المسلمين لأخبار ثابتة عندهم عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و عترته
عليهم السّلام كما ستعرفها، غير أنّ الإماميّة مع زمرة كبيرة من أهل السنّة و
الجماعة معتقدون بأنّ هذا المصلح العالميّ المسمّى في الرّوايات بالمهديّ هو شخص
معيّن معروف ولد سنة 256 و هو ابن الامام الحسن بن عليّ العسكريّ بلا واسطة، و لا
يزال حيّا مخفيّا إلى أن أذن اللّه تعالى لظهوره في يوم موعود به من اللّه عزّ و
جلّ. و أمّا الآخرون فيقولون لم يولد فيغيب إنّما سيولد في آخر الزّمان. فإن أردت
أن تحيط بذلك خبرا فاستمع لما يتلى:
قال الأستاذ المحقّق، و
العالم البارع المدقّق الشيخ لطف اللّه الصافيّ الگلپايگانيّ- مدّ ظلّه العالي-
فيما كتبه في الرّد على مخاريق بعض المعاندين و افتراءاته و تحامله على الفرقة
الإماميّة الناجية، تحت عنوان «الايمان بالمهديّ عليه السّلام فكرة إسلاميّة»[1] ما هو نصّه:
قال: «ممّا اتّفق عليه
المسلمون خلفا عن سلف، و تواترت فيه الأخبار عن النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و
سلّم: أنّه لا بدّ من إمام يخرج في آخر الزّمان من
[1]. راجع هذا العنوان من كتابه« مع الخطيب في
خطوطه العريضة».