responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كتاب الغيبة للنعماني نویسنده : النعماني، محمد بن إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 13

و تاريخها، و كانت ولادته عليه السّلام بين الشّيعة و خواصّ أبيه من الأمور المعلومة المعروفة، و قد أمر أبوه عليه السّلام أن يعقّ عنه، و عرضه على أصحابه يوم الثّالث من ولادته.

و الأخبار الصّحيحة الواردة بأسانيد عالية في ذلك كثيرة متواترة جدا، و قد أحصى بعض العلماء أسماء جماعة ممّن فازوا بلقائه في حياة أبيه و بعدها كما قد نقل عن بعض أهل السنّة الاجتماع به عليه السّلام بل أخرج بعض من حفّاظهم مثل حافظ زمانه أحمد بن محمّد بن هاشم البلاذريّ الحديث عنه عليه السّلام.

و لقد كان أبوه و شيعته يحفظون ولادته عن أعدائه من بني العبّاس و غيرهم.

و كان السرّ في ذلك أنّ بني العبّاس لمّا علموا من الأخبار المرويّة عن النبيّ و الأئمّة من أهل البيت عليهم السّلام أنّ المهديّ هو الثّاني عشر من الأئمّة، و هو الّذي يملأ الأرض عدلا، و يفتح حصون الضّلالة، و يزيل دولة الجبابرة أرادوا إطفاء نوره بقتله فلذا عيّنوا العيون و الجواسيس للتّفتيش عن بيت أبيه، و لكن أبى اللّه إلّا أن يجري في حجّته المهديّ سنّة نبيّه موسى عليهما السّلام، و قد ورد في الرّوايات الكثيرة عن آبائه عليهم السّلام خفاء ولادته عليه السّلام، و شباهته في ذلك بموسى عليه السّلام‌[1].

فعلى هذا لم ينبعث الايمان بظهور المهديّ عليه السّلام إلّا من الإيمان بنبوّة جدّه محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و ليس في الخصوصيّات المذكورة أمر غير مألوف ممّا لم تجد مثله في هذه الامّة أو الأمم السّالفة. فلا بدّ لمن يؤمن باللّه و بالنبيّ الصادق المصدّق بعد العلم بهذه الأخبار الكثيرة الايمان بظهور المهديّ المنتظر صاحب هذا النّسب المعلوم و السّمات و النّعوت المشهورة، و لا يجوز مؤاخذة الشّيعيّ بانتظار هذا الظّهور، و لا يصحّ دفع ذلك بمجرّد الاستبعاد[2].


[1]. راجع الباب الثاني و الثلاثين من الفصل الثاني من كتابنا منتخب الاثر.

[2]. فالمسلم الذي يؤمن بحياة عيسى، بل و حياة الدجال الكافر، و خروجه في آخر الزمان، و بحياة خضر و إدريس، و يروى عن نبيه( ص) في أصح كتبه في الحديث كصحيح مسلم-- و ترمذي و سنن أبي داود، و ابن ماجه باب ذكر ابن صياد و خروج الدجال و احتمالهم كون ابن صياد هو الدجال- و يروى عن تميم الدارى ما هو صريح في أن الدجال كان حيا في عصر النبيّ صلّى اللّه عليه و آله. و أنّه يخرج في آخر الزمان، و يؤمن بطول عمر نوح و يقرأ في القرآن:« فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً» و قوله تعالى:« فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى‌ يَوْمِ يُبْعَثُونَ» و أمثال هذه الأمور ممّا يستغربه بعض الاذهان لقلة الانس به، كيف يعيب الشيعة على قولهم ببقاء الامام المنتظر، و ينسبهم الى الجهل و عدم العقل، و مفاسد هذه الاستبعادات في المسائل الدينية كثيرة، و لو فتح هذا الباب لامكن انكار كثير من المسائل الاعتقادية، و غيرها مما دل عليه صحيح النقل بالاستبعاد، و يلزم من ذلك طرح ظواهر الاخبار و الآيات بل و صريحها و لا أظن بمسلم أن يرضى بذلك، و ان كان الخطيب ربما لا يأبى عن ذلك، و يريه نوعا من الثقافة.

نام کتاب : كتاب الغيبة للنعماني نویسنده : النعماني، محمد بن إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 13
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست