رووها في جميع الطّبقات الأثبات الثّقات من الأجلّاء الّذين
لا طريق للغمز فيهم، و إن شئت أن تعرف مقدار ذلك فراجع ما ألّفه الحافظ الجليل
الثّقة أبو عبد اللّه النّعمانيّ [يعني هذا الكتاب] بأسانيده العالية، و ما ألّفه
الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن الطّوسيّ الامام في جميع العلوم الاسلاميّة، و كتاب
كمال الدّين و تمام النّعمة تأليف الشّيخ المحدّث الكبير محمّد بن عليّ بن الحسين
الصّدوق المتوفّى س 381، و كتابنا منتخب الأثر، و مئات من الكتب المصنّفة في ذلك.
و هذه الرّوايات مخرجة
في أصول الشّيعة و كتبهم المؤلّفة قبل ولادة الإمام الحجّة بن الحسن العسكريّ
عليهما السّلام، بل قبل ولادة أبيه و جدّه.
منها كتاب المشيخة لإمام
أهل الحديث الشّيخ الثّقة الثّبت الحسن بن محبوب السّرّاد الّذي كتابه هذا في كتب
الشّيعة أشهر من كتاب المزنيّ و نظرائه، و صنّفه قبل ولادة المهديّ بأكثر من مائة
سنة، و ذكر فيه أخبار الغيبة، فوافق الخبر المخبر، و حصل كلّما تضمّنه الخبر بلا
اختلاف.
و أمّا ولادته عليه
السّلام:
فقد ثبت بأوكد ما يثبت
به أنساب الجمهور من النّاس إذ كان النّسب يثبت بقول القابلة و مثلها من النّساء
اللّاتي جرت عادتهنّ بحضور ولادة النّساء، و تولّى معونتهنّ عليه، و باعتراف صاحب
الفراش وحده بذلك دون من سواه، و بشهادة رجلين من المسلمين على إقرار الأب بنسب
الابن منه، و قد ثبتت أخبار عن جماعة من أهل الدّيانة، و الفضل، و الورع، و الزّهد
و العبادة. و الفقه عن الحسن بن عليّ عليهما السّلام أنّه اعترف بولادة المهديّ
عليه السّلام، و آذنهم بوجوده، و نصّ لهم على إمامته من بعده، و بمشاهدة بعضهم له
طفلا، و بعضهم له يافعا و شابّا كاملا[1].
و هذا فضل بن شاذان
العالم المحدّث المتوفّى قبل وفاة الإمام أبي محمّد الحسن العسكريّ عليه السّلام
روى عنه في كتابه في الغيبة خبر ولادة ابنه المهديّ و كيفيّتها