نام کتاب : رسائل الشريف المرتضى نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 1 صفحه : 206
بر و بحر و سهل و جبل حتى ميّزتم أقوالهم و مذهبهم، اما بأن لقيتموهم، أو بأن تواترت عنه [1] إليكم الاخبار بمذاهب، و معلوم بعد هذه الدعوى عن الصحة.
قلنا: قد أجبنا عن هذه المسألة بما فرغناه و استوفيناه، و جعلناه كالشمس الطالعة في الوضوح و الجلاء في مسائل سألنا عنها أبو عبد اللّٰه محمد بن عبد الملك البتان (رحمه اللّٰه) مقصور على أخبار الآحاد و طريق العلم بالآحاد، أجهد فيها نفسه و تعب بها عمره، و ما قصر فيما أورده من الشبهة.
فالجواب عن هذه المسائل موجود في يد الأصحاب (أيدهم اللّٰه) و هو يقارب مائة ورقة.
و إذا اطلع عليه عرف منه الطريق الصحيح الى العلم بأحكام الشريعة على مذاهب أصحابنا، مع نفيهم القياس و العمل بأخبار الآحاد، و وجد في جواب هذه المسائل من تقرير المذهب و تاليه، و الجمع بين أصوله و فروعه ما لا يوجد في شيء من الكتب المصنفة.
ثم لا نخلو السؤال الذي ذكره من جواب على كل حال، فنقول: هذه الطريقة المذكورة في السؤال هي طريقة من نفى إجماع الأمة، و ادعى أنه لا سبيل الى العلم بإجماعها على قول من الأقوال، مع تباعد الديار و تفرق الأوطان و فقد المعرفة بكل واحد منهم على التعيين و التمييز.
و قد علمنا مع طول المجالسة و المخالطة و امتداد العصر و استمرار الزمان تقدر مذاهب المسلمين و حصر أقاويلهم، و فرقنا بين ما يختلفون فيه و يجتمعون عليه، و من شكّكنا في ذلك كمن شكّكنا في البلدان و الأمصار و الاحداث العظيمة التي يقع بها العلم و يزول الريب فيها بالأخبار المتواترة.