ورواه ايضا البخاري[2] ومسلم[3] بتفاوت يسير عما اخرجه ابن ماجة.
وروى مسلم في صحيحه باسناده عن جابر بن عبداللّه قال:
اهللنا مع رسول اللّه (ص) بالحج، فلما قدمنا مكة امرنا ان نحل، ونجعلها عمرة فكبرذلك علينا، وضاقت به صدورنا، فبلغ ذلك النبي (ص)، فما ندري اشي بلغه من السما ام شي من قبل الناس؟ فقال:
ايها الناس، احلوا فلولا الهدي الذي معي فعلت كما فعلتم.
قال: فاحللنا حتى وطئنا النسا، وفعلنا ما يفعل الحلال، حتى اذا كان يوم التروية، وجعلنا مكة بظهر، اهللنا بالحج[4].
فاما هؤلاء الذين هم حديثو عهد بالاسلام، والذين ما زالت السنن الجاهلية مترسخة في عقولهم وقلوبهـم، وكانوا يعتقدون بان الحاج اذا احرم في اشهر الحرم لايحق له ان ياتي بمحظورات الاحرام، وخاص ة اتيان النسا، الا ان يتم المناسك ويحل من احرام الحج، تراهم قد اظهروا استنكارهم لامر الرسول بان قالوا: اننطلق ومذاكيرنا تقطر منيا؟
ولما كان هذا البعض الذين كبر عليهم امر رسول اللّه (ص) وتشريع حج التمتع، وضاقت به صدورهم، فلم يسعهم قبول ذلك وظلوا مترددين حتى اغضبوا بفعلهم رسول
[1]سنن ابن ماجة 2: 992 كتاب المناسك باب «41» باب فسخ الحج ح2980.
[2]صحيح البخاري: 2: 195 كتاب الحج باب تقضي الحائض المناسك كلها، وج3: 4 كتاب الحج باب عمرة التنعيم.
[3]صحيح مسلم 2: 883 كتاب الحج باب «17» باب بيان وجوه الاحرام وانه ح141، ورواه النسائي في سننه 5: 178 وفيه زيادات وتفاوت.
[4]صحيح مسلم 2: 884 كتاب الحج باب «17» باب بيان وجوه الاحرام وانه ح142.