responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أضواء على الصحيحين نویسنده : النجمي، الشيخ محمد صادق    جلد : 1  صفحه : 121

هذا الحديث الذي نقله البخاري بهذه الكيفية اوضح دليل وشاهد على التدليس والتقطيع، وذلك لان كل من كان لديه اقل معرفة بالحديث ونصوصه يعلم بمجردرؤيته لهذا الحديث عدم تمامية الحديث وعدم استقامته، وانه يحتوي على جملات وكلمات اخرى قد اسقطت، ويعلم كذلك ان ايد قد تدخلت فيه لاصلاحه وترقيعه.

ولم يخف ذلك على كثير من الحفاظ والعلما الاخرين الذين نقلوا الحديث بكامله وبتمام الفاظه، وازاحوا قناع الخيانة والتدليس الذي وضعه البخاري عليه، فهذا ابن حجر بعد ان ذكر نص الحديث من رواية اخرى في شرحه لصحيح البخاري قال:

ان رجلا سال عمر بن الخطاب عن قوله: (وفاكهة وابا)[1] ما الاب؟ فقال عمر: نهينا عن التعمق والتكلف.

ان هذا الحديث ورد بسندين عن ثابت ثم قال: ورد هذا الحديث بطرق اخرى عن ثابت وهو اولى مما ورد لثابت عن انس لان يكمل به الحديث الذي اخرجه البخاري[2].

فليعرف القارئ المنصف: اننا قد علمنا من قول ابن حجر المذكور ومن مقارنة للحديثين المنقولين في صحيح البخاري وشرحه فتح الباري: ان هذا الحديث كسائرالاحاديث التي لم تتماش مع هوى البخاري ومذهبه، وحيث انه لم يتمكن من ان يوام بين الحديث وبين تقديسه الخليفة عمر بن الخطاب راى ان الحل الوحيد في ذلك هوان يحذف صدر الحديث ويسقط منه الفقرات المهمة والحساسة التي تمس شان الخليفة حتى يكون قد خدم ـ بفعله هذا مذهبه وادى ما عليه تجاه مسلكه وعقيدته وذلك لان القارئ لو قرا هذا الحديث قبل التدليس واسقاط اوله وآخره يتبادرهذا السؤال الى مخيلته وهو: لو كان التعرف واستنباط معنى كلمة من كلمات القرآن يعتبر تعمقا وتكلفا فعلى هذا لا يجوز الاستفسار عن اية مسالة دينية اخرى ولا يحق التفكر فيها.


[1]عبس: 31.

[2]فتح الباري 13: 230.

نام کتاب : أضواء على الصحيحين نویسنده : النجمي، الشيخ محمد صادق    جلد : 1  صفحه : 121
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست