بالحرف (1)، و كل ما يدل على معنى استقلالي نعبّر عنه أصوليا بالاسم.
و أمّا الفعل فهو مكوّن من مادّة و هيئة (2)، و نريد بالمادّة الأصل الذي اشتقّ الفعل منه، و نريد بالهيئة الصيغة الخاصة التي صيغت بها المادّة.
أمّا المادّة في الفعل فهي لا تختلف عن أيّ اسم من الأسماء، فكلمة «تشتعل» مادتها الاشتعال، و هذا له مدلول اسمي، و لكن الفعل لا يساوي مدلول مادّته و إنما يزيد عليها بدليل عدم جواز وضع كلمة «اشتعال» موضع كلمة «تشتعل» و هذا يكشف عن أن الفعل يزيد بمدلوله على مدلول المادة، و هذه الزيادة تنشأ من الهيئة. و بذلك
(1) حتى و إن كان هيئة جملة كجملة «زيد قائم»، هيئة هذه الجملة هي الحرف و مدلول نسبة القيام إلى زيد معنى حرفي، فافهم الفرق بين الحرف و معناه (أي مدلوله).
* سؤال للطالب: على ما ذا يدل حرف «من» و هيئة «زيد قائم»؟
- من الخطأ الجواب: ان حرف «من» يدلّ على الابتداء و هيئة «زيد قائم» تدل على ثبوت القيام لزيد.
- و إنما الجواب هو: ان حرف «من» يدلّ على النسبة الابتدائية، و هيئة «زيد قائم» تدلّ على نسبة ثبوت القيام لزيد. (و إنما) قلنا «نسبة» لأن المعاني الحرفية نسب، و مفهوما «الابتداء» و «ثبوت القيام لزيد» هما مفاهيم اسمية، فافهم.
(2) فعل «تشتعل» مكوّن من مادة (و هي الاشتعال) و هيئة (و هي وزن تشتعل أي تفتعل)، إذن فعل «تشتعل» يزيد- معنى- على «الاشتعال» بهيئته.