و الردّ على أصحاب الاجتهاد و القياس»، و صنّف هلال بن ابراهيم بن أبي الفتح المدني كتابا في الموضوع باسم «الردّ على من ردّ آثار الرسول و اعتمد على نتائج العقول»، و صنّف في عصر الغيبة الصغرى أو قريبا منه اسماعيل بن علي بن إسحاق بن أبي سهل النوبختي كتابا في الردّ على عيسى بن ابان في الاجتهاد كما نصّ على ذلك كلّه النجاشي صاحب الرجال في ترجمة كل واحد من هؤلاء.
و في أعقاب الغيبة الصغرى نجد الصدوق في أواسط القرن الرابع يواصل تلك الحملة، و نذكر له- على سبيل المثال- تعقيبه على قصّة موسى و الخضر إذ كتب يقول: «إنّ موسى- مع كمال عقله و فضله و محله من اللّه تعالى- لم يدرك باستنباطه و استدلاله معنى أفعال الخضر حتى اشتبه عليه وجه الأمر، فإذا لم يجز لأنبياء اللّه و رسله القياس و الاستدلال و الاستخراج كان من دونهم من الأمم أولى بأن لا يجوز لهم ذلك ... و إذا لم يصلح موسى للاختيار- مع فضله و محلّه- فكيف تصلح الأمّة لاختيار الإمام، و كيف يصلحون لاستنباط الأحكام الشرعية و استخراجها بعقولهم الناقصة و آرائهم المتفاوتة».
و في أواخر القرن الرابع يجيء الشيخ المفيد فيسير على نفس هذا الخط و يهجم على الاجتهاد، و هو يعبّر بهذه الكلمة عن ذلك المبدأ الفقهي الآنف الذكر و يكتب كتابا في ذلك باسم «النقض على ابن الجنيد في اجتهاد الرأي».
و نجد المصطلح نفسه لدى السيد المرتضى في أوائل القرن