responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دروس في علم الأصول نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 47

في عملية الاستنباط ليس مجرّد عملية تجميع، بل هو مجال التطبيق للنظريات الأصولية. و تطبيق النظريات العامّة له دائما موهبته الخاصة و دقّته، و مجرّد الدقة في النظريات العامّة لا يغني عن الدقة في تطبيقها، أ لا ترون أن من يدرس بعمق النظريات العامّة في الطب يحتاج في مجال تطبيقها على حالة مرضية إلى دقّة و انتباه كامل و تفكير في تطبيق تلك النظريات على المريض الذي بين يديه.

التفاعل بين الفكر الأصولي و الفكر الفقهي:

عرفنا أن علم الأصول يقوم بدور المنطق بالنسبة إلى علم الفقه، و عرفنا أن العلاقة بينهما علاقة النظرية و التطبيق، هذا الترابط الوثيق بينهما يفسّر لنا التفاعل المتبادل بين الذهنية الأصولية على صعيد النظريات من ناحية و بين الذهنية الفقهية على صعيد التطبيق من ناحية أخرى، لأنّ توسع بحوث التطبيق يدفع بحوث النظرية خطوة إلى الأمام لأنه يثير أمامها مشاكل و يضطرها إلى وضع النظريات العامّة لحلولها، كما أنّ دقّة البحث في النظريات الأصولية تنعكس على صعيد التطبيق، إذ كلما كانت النظريّات أوفر و أدقّ تطلبت طريقة تطبيقها دقّة و عمقا أكبر. هذا التفاعل بين الذهنيتين الأصولية و الفقهية يؤكده تاريخ العلمين على طول الخط، و تكشف عنه بوضوح دراسة المراحل التي مرّ بها البحث الفقهي و البحث الأصولي في تاريخ هذين العلمين. فقد نشأ علم الأصول في أحضان علم الفقه، كما نشأ علم الفقه في أحضان علم الحديث.

نام کتاب : دروس في علم الأصول نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست