responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تسديد الأصول نویسنده : المؤمن القمي، محمد    جلد : 1  صفحه : 92

إِماماً،* فاستخف إبراهيم الفرح، فقال: يا ربّ و من ذرّيّتي أئمة مثلي؟ فأوحي اللّه عزّ و جلّ اليه: أن يا إبراهيم، إني لا أفي به لك عهدا، قال: يا ربّ ما العهد الّذي لا تفي لي به؟ قال: لا اعطيك عهدا الظالم من ذرّيّتك، قال: يا ربّ و من الظالم من ولدي الّذي لا ينال عهدك؟ قال: من سجد لصنم من دوني لا أجعله إماما أبدا، و لا يصلح أن يكون إماما، قال إبراهيم: «و اجنبني و بنيّ أن نعبد الأصنام، ربّ إنّهنّ أضللن كثيرا من الناس» قال النبي (صلّى اللّه عليه و آله): فانتهت الدعوة اليّ و إلى عليّ، لم يسجد أحدنا لصنم قطّ، فاتخذني نبيّا و اتّخذ عليّا وصيّا» [1]. الى غير ذلك من الأخبار.

فقد استدلّ الإمام (عليه السّلام) تأسيا بالنبيّ (صلّى اللّه عليه و آله) بالآية على أنّ من عبد صنما أو وثنا و لو في الأزمنة السالفة لا يكون إماما أبدا، و من الواضح توقّفه على أن يراد بالمشتقّ الواقع فيها أعمّ ممّن انقضى عنه مبدأ الظلم حين تصدّي الإمامة، ضرورة انقضاء تلبّسهم بذاك الظلم حين ما تصدّوها.

و الجواب عنه: أنّ الاستدلال بالآية يتوقّف على أمر آخر غير إرادة الأعمّ من المشتقّ، و توضيحه: أنّ ظهور المشتقّ أو وضعه لخصوص المتلبّس أمر، و ظهور الكلام المشتمل على المشتقّ في وحدة زمان المسند المذكور فيه مع زمان صدق المشتقّ الذي من ملابساته أمر آخر، و الأوّل هو محل الكلام، و الثاني هو الذي يتوقّف عليه الاستدلال.

و بيانه: أنّ لفظة «الظَّالِمِينَ»* جعلت بما لها من المعنى مفعولا لفعل‌ «لا يَنالُ»، فتعلّق الفعل بالمشتقّ بعنوان أنّه مفعوله، فظهور الكلام في وحدة زمان الفعل مع زمان صدق عنوان الظالم هو المبنى لاستدلال القائل بالأعمّ بالآية، و إلّا فلو أنكرنا هذه الوحدة لما أمكن الاستدلال بها. نعم، لو قلنا بالأعمّ لدلّت الآية على ما أفاده الإمام (عليه السّلام) حتّى مع تصديق الوحدة المذكورة، و حينئذ فلنا إنكار هذه الوحدة و لو بقرينة عظم منصب الإمامة، فيؤول معنى الآية المباركة الى ما أفاده المحقّق الخراساني: من أنّ من كان ظالما آناً ما فلا يناله الإمامة العظمى أبدا،


[1] تفسير البرهان: ج 1 ص 151 ذيل الآية الحديث 14.

نام کتاب : تسديد الأصول نویسنده : المؤمن القمي، محمد    جلد : 1  صفحه : 92
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست