responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 602

كلاما هذا معناه. و الحاصل: أن الحق تعالى غيور لا يحب قلب عبده أن يركن إلى غيره، و هذا من كرمه تعالى و إحسانه إلى عباده، و لذلك قال:

413- و قد أوقفني علمي بكرمك عليك.

قلت: لما دفعته العوالم إليه لم يجد كريما سواه، فأوقفه كرمه على بابه، و لاذ بجانبنا و الكريم لا تتخطاه الآمال. قيل: معني كرم اللّه إحسانه لعباده، و قيل:

الذي لا يدع حاجتهم لغيره، و قيل الذي يعطي قبل السؤال. قال الجنيد: الكريم الذي لا يحوج إلى السؤال. و قال المحاسبي: الذي لا يبالي من أعطى و لا كم أعطى. و قيل: إن من فهم كرم اللّه تعالى لم يجزع من سوء قضاء، لأنه يرى المصيبة نعمة مستورة عن إدراك الخلق، كما قال سيدنا عمر رضي اللّه تعالى عنه: ما أصابني اللّه بمصية إلا رأيت للّه فيها ثلاث نعم: الأولي: حيث لم تكن في ديني. الثانية: حيث لم تكن أعظم مما وقعت. الثالثة: أن الخطايا تكفر بها، فأنا أشكر اللّه عليها انتهى. و لهذا قالوا: ليس العجب ممن يلتذ بالنعيم، إنما العجب ممن يلتذ بالعذاب الأليم، و ذلك لا يكون إلا بخرق عادة النفس حتى تلتذ بما يتألم به الناس، كما قال القائل:

أريدك لا أريدك للثّواب‌

و لكنّي أريدك للعقاب‌

و كلّ مآربي قد نلت منها

سوى ملذوذ وجدي بالعذاب‌

و قال آخر:

إذا كانت الأقدار من مالك الملك‌

فسيّان عندي ما يسرّ و ما يبكي‌

و الحاصل: أن المحبة إذا قويت غيبت المحب عن الآلام و إلا فهي ناقصة و منشأ المحبة شهود الكرم كما تقدم، و من وقف بباب كرم مولاه لا يخيب أمله و مناه، كما أبان ذلك في المناجاة الموفية ثلاثين بقوله:

نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 602
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست