responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 601

411- إلهي إن رجائي لا ينقطع عنك و إن عصيتك، و إن خوفي لا يزايلني و إن أطعتك.

قلت: لما كانت السابقة مبهمة و الخاتمة مجهولة كان العبد بين خوف و رجاء و لو بلغ ما بلغ، فإن القلوب بيد اللّه يقلبها كيف يشاء، و النواصي بيد قدرته تقودها حيث شاءت. قال الشاعر:

حسبي اللّه توكّلت عليه‌

من نواصي الخلق طرّا في يديه‌

ليس للهارب في مهربه‌

أبدا من ملجأ إلّا إليه‌

فكيف لا يصح للعبد أن ينقطع خوفه إن أطاع، أو يقل رجاؤه إن عصى، و قد تقدم في أول الكتاب أن خوف العارفين و رجاءهم ناشئ عن شهود صفة الجلال و الجمال و هما لا يتغيران، فكذلك ما ينشأ عنهما، و لذلك وصف الشيخ نفسه بهذه الحالة الشريفة و هي الاعتدال على الدوام ظهرت منه طاعة أو معصية، و راجع ما تقدم، و انظر عند قوله: لا كبيرة إذا قابلك فضله إلخ. فإذا تحقق أن العبد لا مهرب له في حال عصيانه إلا وقوفه ببابه و لا سكون له في حال طاعته إلا إلى كرمه و إحسانه علم أنه مدفوع إليه على كل حال، و هذا معنى قوله:

412- قد دفعتني العوالم إليك.

فمهما ملت إلى شي‌ء دفعتني عنه أو ركنت إليه حركته علي حتى تدفعني إليك، فما أرحمك بي مع عظيم جهلي، و هذه علامة العناية من اللّه لعبده، فمهما رآه وقف مع شي‌ء أو ركن إلى شي‌ء و لو كان طاعة شوشه عليه و رحله منه، و قد تقدم أن من جملة العقوبة التي يعاقب بها المريد تركه و ما يريد. و قال شيخ شيخنا مولاى العربي رضي اللّه تعالى عنه: إذا رأيتم الفقير يقوم الغواث و التشويش عليه من كل جهة، فاعلموا أن اللّه تعالى يريد أن يسكنه عنده أو

نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 601
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست