الوجع: اسم لكل مرض و جمعه أوجاع و وجاع، اشتد: قوى بلغ بي:
أثر فيّ و وصل غايته، ذو مال: أي كثير فالتنوين للتكثير كما صرح بذلك
في رواية أخرى، (إلا ابنة) اسمها عائشة و لم يكن لسعد رضي اللّه عنه في ذلك الوقت
من الولد إلا هذه البنت، ثم عوفي بعد ورزق أولادا كثيرين منهم أربعة ذكور و اثنتا
عشرة انثى، و معنى لا يرثني أي من الذرية و إلا فقد كان له عصبة، الشطر: النصف،
الثلث بالنصب على الإغراء أو بفعل محذوف و بالرفع على الابتداء و الخبر محذوف أي
كافيك. و الثلث كثير، و يحتمل أن يكون مسوقا لبيان الجواز بالثلث و أن الأولى أن
ينقص عنه و لا يزيد عليه و هذا هو المتبادر. أو يكون لبيان أن التصدق بالثلث هو
الأكمل الكثير أجره، أو يكون معناه كثير غير قليل في نفسه. تذر: تترك، عالة: فقراء
جمع عائل من عال يعيل إذا افتقر، يتكففون الناس: يسألون الناس بأكفهم، يقال تكفف و
استكف إذا بسط كفه للسؤال أو سأل ما يكف عنه الجوع أو سأل كفافا من طعاما.
الشرح:
يشير هذا الحديث إلى نوع مما كان المسلمون في عهد الرسول صلى اللّه
عليه و سلم يبتغون من تخير أفضل القربات إلى اللّه. فسعد رضى اللّه تعالى عنه لما
أحس بثقل المرض و خشي أن يكون قد دنا أجله ثم رأى أن ماله كثير لا يأمن إذا تركه
لابنته التي ليس له وارث سواها أن يطغيها أو لا تحسن تدبيره و ربما جرّ إلى ما لا
يؤجر هو و لا هي عليه فسأل الرسول صلى اللّه عليه و سلم أن يأذن له بالتصدق
بالثلثين حيث يرى أن ثلثه الباقي يكفي ابنته سواء أبقيت من غير زوج أم تزوجت و إن
في ذلك القدر صلاحها و خيرها و يكون قد قدم لنفسه ما يجعل له عند اللّه منزلة
رفيعة، فلم يجز له النبي صلى اللّه عليه و سلم التصدق بذلك، فاستأذنه في النصف فلم
يأذن له به أيضا. فاستأذن في الثلث فأذن له.
ثم أبان له عليه الصلاة و السلام و الحكمة السامية من ذلك تلك أن
المسلم لا
[1] - رواه البخاري في كتاب: الجنائز، باب: اناء النبي
صلى اللّه عليه و سلم سعد بن خولة( 1295).
و رواه مسلم في كتاب: الوصية،
باب: الوصية بالثلث( 4185) بنحوه.