responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأدب النبوي نویسنده : الخولي، محمد عبد العزيز    جلد : 1  صفحه : 229

الحياة، و سئم العيش، و رأى ماله قد صار لغيره بخلاف ما إذا كان صحيحا يكون للمال مكان في قلبه و حب من نفسه، لما يأمل من البقاء و يخشى من الفقر فالشح به غالب و السماح به حينئذ أصدق في الإخلاص و أعظم في المثوبة.

كذا إذا تصدق و هو حريص على جمع المال قد توافرت لديه أسباب إدخاره كان ذلك دالا على الرغبة في الخير و ابتغاء ما عند اللّه.

و لا يتأخر بالتصدق حتى يكون الموت منه قاب قوسين لأنه يكون مغلولا[1] عن التصرف في كل ماله إذ أن المريض لا يجوز له أن يتبرع إلا بثلث ماله فقط، و ما زاد على ذلك يكون من حق الورثة إن شاؤا أجازوا تصرفه و إن شاؤا لم يجيزوه.

و يدل الحديث على أن تنجيز وفاء الدّين و الصدقة في حال الصحة أفضل منه في حال المرض لأنه في الأولى يصعب عليه إخراج المال غالبا لما يخوفه الشيطان من الفقر، و يزين له من إمكان طول العمر و الحاجة إلى المال، كما قال تعالى:

الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ[2]، و قال: وَ أَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ‌[3] الآية. و في الحديث: «مثل الذي يعتق و يتصدّق عند موته مثل الذي يهدي إذا شبع».

93- باب: ما تجوز الصدقة به في مرض الموت‌

عن سعد بن أبي وقاص رضي اللّه عنه قال: جاءني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يعوذني من وجع اشتدّ بي، فقلت يا رسول اللّه: قد بلغ بي من الوجع ما ترى، و أنا ذو مال، و لا يرثني إلّا ابنة أفأتصدّق بثلثي مالي؟ قال: «لا»، قلت فالشّطر يا رسول اللّه؟ قال: «لا»، قلت فالثّلث؟ قال: «الثّلث و الثّلث كثير،


[1] - مغلولا: مقيدا و ممسوكا.

[2] - سورة البقرة، الآية: 268.

[3] - سورة المنافقون، الآية: 10.

نام کتاب : الأدب النبوي نویسنده : الخولي، محمد عبد العزيز    جلد : 1  صفحه : 229
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست