responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إرشاد القلوب إلى الصواب نویسنده : الديلمي، حسن بن محمد    جلد : 1  صفحه : 159

فَيَنْطَلِقُ بِهِ إِلَى الْجَنَّةِ فَيُدْخِلُهُ فِيهَا بِرَحْمَةِ اللَّهِ وَ فَضْلِهِ وَ كَرَامَتِهِ لِعَبْدِهِ الْفَقِيرِ الْمُؤْمِنِ.

وَ رُوِيَ‌ أَنَّ فُقَرَاءَ الْمُؤْمِنِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِسَبْعِينَ خَرِيفاً وَ أَمَّا الْغَنِيُّ فَإِنَّهُ مُطْغًى لِقَوْلِهِ تَعَالَى‌ إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى‌ أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى‌.

و ما يجمع الغني المال إلا لنعيم الدنيا و لذاتها و إترافها و قد قال الله تعالى‌ أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا وَ اسْتَمْتَعْتُمْ بِها فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ‌ فوعدهم بالعذاب و عيرهم بالتكاثر بقوله تعالى‌ أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ يعني عن العبادة و الزهد

وَ رُوِيَ عَنِ الصَّادِقِ ع‌ أَنَّ رَجُلًا فَقِيراً أَتَى رَسُولَ اللَّهِ ص وَ عِنْدَهُ رَجُلٌ غَنِيٌّ فَكَفَّ ثِيَابَهُ وَ تَبَاعَدَ عَنْهُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ص مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ أَ خَشِيتَ أَنْ يَلْصَقَ فَقْرُهُ بِكَ أَوْ يَلْصَقَ غِنَاكَ بِهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا إِنَّكَ إِذَا قُلْتَ هَذَا فَلَهُ نِصْفُ مَالِي قَالَ النَّبِيُّ ص لِلْفَقِيرِ أَ تَقْبَلُ مِنْهُ قَالَ لَا قَالَ وَ لِمَ قَالَ أَخَافُ أَنْ يَدْخُلَنِي مَا دَخَلَهُ.

و اعلم أن إحياء دين الله و إعزاز كلمته و امتثال أوامر الرسل و الشرائع و نصرة الأنبياء و انتشار دعوتهم من لدن آدم إلى زمان نبينا محمد لم تقم إلا بأولي الفقر و المسكنة أ و لا تسمع إلى ما قص الله عليك في كتابه العظيم على لسان نبيه الكريم و بين لك أن المتصدي لإنكار الشريعة هم الأغنياء المترفون و الأشرار المتكبرون فقال مخبرا عن قوم نوح إذ عيروه- أَ نُؤْمِنُ لَكَ وَ اتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ‌- وَ ما نَراكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا يعني بذلك الفقراء منا و قالوا لشعيب ع‌ وَ إِنَّا لَنَراكَ فِينا ضَعِيفاً أي فقيرا- وَ لَوْ لا رَهْطُكَ لَرَجَمْناكَ وَ ما أَنْتَ عَلَيْنا بِعَزِيزٍ و قال المستكبرون من قوم صالح للذين استضعفوا- أَ تَعْلَمُونَ أَنَّ صالِحاً مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قالُوا إِنَّا بِما أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ. قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كافِرُونَ‌ و قال فرعون مزريا لموسى ع و مفتخرا عليه- فَلَوْ لا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ‌ و قالوا لمحمد ص‌ أَوْ يُلْقى‌ إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْها و كفى بها كله مدحا للفقراء الراضين و ذما للأغنياء المتكبرين‌

نام کتاب : إرشاد القلوب إلى الصواب نویسنده : الديلمي، حسن بن محمد    جلد : 1  صفحه : 159
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست