رسالة الى: محمد المويلحى‌

حبيبى الفاضل تقلبك فى شؤون الكمال يشرح الصدور الحرجة من حسرتها و خوضك فى فنون الآداب يريح قلوباً علقّت بك آمالها و ليس بعد الأرهاص [1] إلّاالأعجاز ذلك يومئذ التحدّى و لقد تمثلت اللطيفة الموسوية فى مصر كرة أخرى و هذا توفيق من‌اللَّه تعالى، فاشدد أزرها و أبرم بما أوتيت من الكياسة و الحذق أمرها حتى تكون كلمة الحق هى‌العليا. ولاتكن كالذّين غَرَّتهم أنفسهم بباطل أهوائها و ساقتهم الظنون إلى مهواة شقائها، و حسبوا أنهم يحسنون صنعا و يصلحون أمرا. و كن عونا للحق ولو على نفسك ولا تقف فى سيرك إلى الفضائل عند عُجْبك. لانهاية للفضيلة، ولاحدّ للكمال، ولا مُوقف للعرفان، و أنت بغريزتك السامية أولى بها من غيرك والسلام. جمال‌الدين الحسينى الافغانى 19 ربيع‌الثانى [2]

______________________________
[1]. الارهاص. الخالق يظهر من النبى قبل البحثة.

[2]. الرسالة ارسلها السيد الى «محمد المويلحى» مؤلف كتاب: «حديث عيسى‌بن هشام» و كان قد بعث اليه الكتاب ليطلع عليه ... والسيد اراد من الرسالة، تشجيع المؤلف لاستمرار الموقف و نشره للَادب المفيد، لما فى‌الكتاب من النصائح الغاليه و العظات النفيسه ... (خ).