و كان هذا اللقب مستعملا في الحياة السياسية حتى كان يسمى أبو جعفر
المنصور (ت 158 ه/ 775 م) الخليفة العباسي سلطان الله[2].
الظلمnoisserppO ,ecitsujnI
الظلم لغة: وضع الشيء في غير موضعه المختص به إما بنقصان أو زيادة،
و إما بعدول عن وقته أو مكانه، و منه تقول: تظالم القوم: أي ظلم بعضهم بعضا[3].
و الفرق بين الظلم و الجور أن الظلم هو نقصان الحق، أما الجور فهو
العدول عن الحق، من قولهم: جار عن الطريق:
إذا عدل عنه، و قيل: إن نقيض الظلم هو الإنصاف و نقيض الجور هو
العدل، و هو العدول بالفعل إلى الحق، و هناك رأي يرى أن الجور يختص بالسلاطين و
الحكام في حين أن الظلم يشمل كل شيء[4].
شرعا: «الظلم وضع الشيء في غير موضعه و التصرف في حق الغير و مجاوزة
حد الشارع»[5]، هذا و
توسع ابن خلدون (ت 808 ه) في تعريف الظلم بأنه: «كل من أخذ ملك أحد أو غصبه في
عمله أو طالبه بغير حق أو فرض عليه حقا لم يفرضه الشرع فقد ظلمه»[6].
و لأهمية ذلك يرى الفقهاء أن الظلم يؤذن بخراب العمران و الدول كما
قال ابن تيمية (ت 728 ه): «إن الله يقيم الدولة العادلة و إن كانت فاجرة، و لا
يقيم الظالمة و إن كانت مسلمة، و يقال:
الدنيا تدوم مع العدل و الكفر و لا تدوم مع الظلم و الإسلام»[7].
[1] - ابن تيمية، العصيان المسلح ص 54. و ابن جماعة،
تدبير أهل الإسلام، ص 71. و القرافي، الإحكام في تمييز الفتاوى ص 51.