responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اساس السياسة نویسنده : القفطي، على بن يوسف    جلد : 1  صفحه : 72

فلما صار خارج الباب استسقى الجارية ماء. فأتته بكوز[1] فشرب ثم ألقاه فكسره. و جلس يبكي و ينتحب. و صادف ذلك مجي‌ء زوجها من دكّانه، فلما رآه على تلك الصورة سأله عن قصته و استخبره عن شأنه. فقال له- و الجارية تسمع، و السيدة أيضا بمرأى منهما و مسمع-: إنّي كنت من دار الملك منصرفا، و قد خلع عليّ خلعة كساني بها فخرا و شرفا. فأدركني عند وصولي إلى هذا الموضع عطش شديد لشدّة هذا القيظ، فاستسقيت من هذه الدار ماء، فأخرج إليّ كوز. فلما تناولته سقط من يدي فانكسر. فكاد أهلها يتميزون من الغيظ. ثم إنهم سحبوني إلى بابهم و أوجعوني ضربا. و نزعوا عني خلعة الملك ظلما و غصبا.

فقالت له الجارية: يا خبيث! أهكذا كان الحديث؟!

فقال: أما أنا فقد حدّثته على قدر عقلي الناقص الحائر.

فحدّثيه أنت بعقلك الكامل الوافر.

فأنكر الزوج على امرأته فعلها. و ردّ عليه دوّاجه فانصرف. و قد تمّت حيلة مثله على مثلها[2].

قال لها الملك: لقد أحسن هذا المجنون في تلطّفه. و أجاد في‌


[1] الكوز: إناء من الفخار يشبه الإبريق، إلّا أنه من دون البلبلة أي القناة الصغيرة التي يصبّ منها الماء. و هو شائع الاستعمال في العديد من الأقطار العربية، و في العراق توجد عدة أسر تحمل لقب الكواز نسبة إلى صناعة الفخار.

[2]ترد هذه القصة في العديد من كتب التراث العربي منسوبة إلى مجانين و غيرهم، و قد وردت منسوبة إلى بهلول بن عمرو و حمدونة المغنية( تحفة العروس، 445). و انظر حكاية مشابهة على لسان الفرزدق في أخبار الأذكياء لابن الجوزي، 112.

نام کتاب : اساس السياسة نویسنده : القفطي، على بن يوسف    جلد : 1  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست