responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من حياة أهل البيت نویسنده : التسخيري، الشيخ محمد علي    جلد : 1  صفحه : 42

والاخلاض يجب ان يبقى على أساس ذلك الموقف المحدد من الحياة والطبيعة والذي يتبعه فكر حصيف، ومن ثم تتأصل في الاعماق فكرة عن المنطلق والمسير والهدف .. وبتوضح هذه الفكرة يتفانى الانسان تفانيا واعيا لها، ولا يهمه ما يصادف في الطريق من عقبات ما دام الهدف يلوح له من بعيد.

ومع انعدام العقائدية فان ذلك يعني الارتجالية والسطحية القلقة والخسران أحيانا كثيرة، وان يكون هناك انتاج انساني ما دامت هذه هي مقدماته.

ج- الواقعية:

ومع فرض حصول الاساسين السابقين فاننا نحتاج الى هذا الاساس الآخر اذ قد يحصل الاخلاص للقضية مبنيا على أساس عقائدي معين، ولكن العيب يكمن في العقيدة ذاتها حينما تكون في عالم خيال محض لا تمتلك أي رصيد من الواقع ولا تصلح للتطبيق المنتج، بسبب تقصير في مجال الاستطلاع، واشياء وهمية فرضت باعتبارها مبادئ حقيقية وحينها فلا ينسجم الهدف والمنطلق والطريق بينهما مع الهدف الواقعي، ويقع التناقض بينه وبين الواقع.

ولن يستطيع فكر أو عمل أن يقف في وجه قوانين الواقع مهما بلغا من شأن، وانه لن يكون الا كذلك الطاغية المتفرعن الذي اراد أن يطلع الى اله موسى بمركبة بشرية ويقضي عليه بسهم تائه.

ولاجل التدليل على هذا، فلنفرض انه اخلص لعقيدة مادية رافضا ما عداها من افكار، فعمل على تأليه المادة المتمثلة في أي شي‌ء، وبنى حضارة مادية صرفة وكيّف الاشياء كلها لهذا الهدف طارحا كل ما عدا ذلك من عقائد الهية وأخلاق تبنى عليها ومشى يتخطى كل مقدس في هذا السبيل فما هي النتيجة؟

إن أقل ما يقال في نتائج هذا العمل انه خلاف الواقع الانساني وذلك، لانه‌

نام کتاب : من حياة أهل البيت نویسنده : التسخيري، الشيخ محمد علي    جلد : 1  صفحه : 42
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست