responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من حياة أهل البيت نویسنده : التسخيري، الشيخ محمد علي    جلد : 1  صفحه : 40

عقائدي، فيعمل لصالحها، ويتفانى لاجلها، لهو أقدس في نظر الانسان من رجل يصعد الى القمر ليتخذه منطقة نفوذ- مثلا-، فكيف بالعمل الذي قدمه النبي صلى الله عليه و آله و سلم والائمة الطاهرون، الذي استهدف بناء الهيكل البشري الرصين، وبث الروح المتكاملة فيه، ونفي كل الشوائب والعقبات التي تحطم المعنويات، وتتخم الوجود بالفراغ والانحطاط.

الاطار السامي للعمل الانساني‌

ويمكن ان نحدد مثل هذا الاطار بتوافر عناصره الاصيلة، وأهمها ما يلي:

أ- الاخلاص:

أي الاخلاص للخط الانساني، وأعني به أن تكون الاهداف كلها منشدة بالهدف الانساني الاصيل (الكمال بمختلف جوانبه)، وأن تسمر الاحداق بذلك الهدف التاريخي الاكبر، وأن يكون كل سلوك متخذا طابع الهدف، وسائراً وفق ما يقتضيه، فالاخلاص روح كل عملية وسلوك، فان تجردا منه فهما ميتان ينخرفيهما العداء للانسانية نفسها وبلا شعور احيانا كثيرة، وان بدا منهما عطاء وفير.

ولذا نجد ان الانسان، يقدّر جنديا فردا انطلق يحمل قلبه على كفيه وتدفعه مبادئه لخوض المعركة، مجاهدا في سبيلها، ولكنه لم يوفق في مسعاه، فكبا في اول الطريق، وقتل بالرصاصة الاولى، نجد الانسان يفضل هذا على قائد كبير، فتح الكثير من الآفاق واذل الكثير من الاعداء، ولكنه كان من المرتزقة الطوافين.

والفرق واضح جدا بين الشخصين، اذ كان عمل الجندي يعبق بأريج الاخلاص للمبادئ، في حين كان عمل القائد خلوا من روحه الحقيقية.

فالاخلاص اذن لا يرتبط بالنتيجة، بل هو كيان وحده قائم تقاس به قيمة

نام کتاب : من حياة أهل البيت نویسنده : التسخيري، الشيخ محمد علي    جلد : 1  صفحه : 40
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست