responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من حياة أهل البيت نویسنده : التسخيري، الشيخ محمد علي    جلد : 1  صفحه : 116

وفي حين انهم ارادوا دراسة الحالة الاجتماعية السائدة في العصور الاسلامية فقد تعرضوا وبكل سرعة وبلا امعان الى كل القضايا الفكرية الرئيسية التي عاشها المجتمع خلال اربعة عشر قرنا، واصدروا احكامهم في كل منها دون ان يلاحظوا ان كل جانب من تلك الجوانب يحتاج الى اختصاصيين هم بالمستوى المطلوب لمناقشتها. فليس من السهل ان يحكم الانسان بمثل هذه العجالة على قضايا رسالة عالمية واحداث مهمة رافقت ظهورها وسارت معها وهي تنتشر في الوجود.

فالمدرسة اذن تفقد شرط توفر مقومات المستوى في النقاش وهي بالتالي تعتنق الفكرة التي تتلاءم مسبقا مع الهدف المقصود ثم تبحث عما يمكن ان يكون دليلا على فكرتها، وما يمكن ان يرد الرأي الآخر في الطرف المقابل. وانما تميزت بهذه الخاصية لأنها وبمقتضى طبيعة عملها الاجتماعي لم تتبع الاسلوب المنطقي الصحيح الذي سار عليه المسلمون انطلاقا من مبادئهم العقائدية في اثبات القضايا ونفيها بالقرآن الكريم والسنة الشريعة مع ضم القرائن الموضوعية اللازمة، وانما حاولت ان تمنح كل فكرة بعدا خارجيا اجتماعيا، خالطة بين قضايا التاريخ وقضايا العقيدة المؤرخ لها.

ومن ثم لم تعتمد مطلقا على المصادر الاصيلة في مناقشة اية فكرة عقائدية سادت المجتمع، وانما رجعت الى ذوقها هي وساعدتها على ذلك بحوث المستشرقين التي تنطلق من نفس المنطلق في مناقشة القضايا، غافلة عن الاختلاف الجوهري في زوايا النظر بيننا وبينهم .. ومن منا اليوم لا يدرك خطر بحوث الاستشراق على العقيدة الاسلامية والتاريخ الاسلامي؟

ولو اردنا ان نسوق مثالًا توضيحيا قبل ان نذكر المثال الذي يتعلق بموضوعنا نحن فاننا نسوق ماركس ونظريته التي يسميها (الاشتراكية العلمية)

نام کتاب : من حياة أهل البيت نویسنده : التسخيري، الشيخ محمد علي    جلد : 1  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست