responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الإمام السجاد، سياسياً و إجتماعياً نویسنده : اليوسفي الغروي، الشيخ محمد هادي    جلد : 1  صفحه : 95

أيّها الناس! ما أنا الراغب في التأمّر عليكم، ولا بالآمن مِن كرهتكم، بل بلينا بكم وبليتم بنا، ألا إنّ جدّي معاوية نازع الأمر من كان أولى بالأمر منه في قدمه وسابقته: عليّ بن أبي طالب، فركب جدّي منه ما تعلمون، وركبتم معه ما لا تجهلون، حتّى صار رهين عمله وضجيع حفرته (تجاوز اللّه عنه).

ثمّ صار الأمر إلى أبي، ولقد كان خليقاً ألا يركب سننه، إذ كان غير خليق بالخلافة، فركب ردعه واستحسن خطأه، فقلّت مدّته وانقطعت آثاره وخمدت ناره! ولقد أنسانا الحزن به الحزن عليه! فإنّا للّه وإنّا إليه راجعون! ثمّ أخفت يترحّم على أبيه! ثمّ قال:

وصرت أنا الثالث من القوم، الزاهد في ما لديّ أكثر من الراغب، وما كنت لأتحمّل آثامكم، شأنكم وأمركم فخذوه، ومن شئتم ولايته فولّوه!

فقام إليه مروان بن الحكم وقال له: يا أبا ليلى! أفسنّة عمر سيّئة؟!

فقال له: يا مروان! أتخدعني عن ديني! ائتني برجال كرجال عمر أجعلها شورى.

ثمّ قال: واللّه إن كانت الخلافة مغنماً لقد أصبنا منها حظّاً، ولئن كانت شرّاً فحسب آل أبي سفيان ما أصابوا منها. ثمّ نزل، فلمّا دخل ...

قالت له أمّه: ليتك كنت حيضة! فقال: وأنا وددت ذلك ولم أعلم أن للّه نارا يعذّب بها من عصاه وأخذ غير حقّه‌[1]!

وهذا كما ترى أنسب به وأقرب إلى تصديق صدوره من مثله في تلك البيئة والجوّ والمحيط.

قال المسعودي: ثمّ قبض وهو ابن اثنتين وعشرين سنة، وتقدّم للصلاة عليه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان على أمل أن يكون له الأمر بعده، ولكنّه لمّا كبّر الثانية طعن أيضاً فسقط قتيلًا!


[1] . تنبيه الخواطر: 299- 300.

نام کتاب : عصر الإمام السجاد، سياسياً و إجتماعياً نویسنده : اليوسفي الغروي، الشيخ محمد هادي    جلد : 1  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست