وتقدّم أخوه
عثمان بن عتبة بن أبي سفيان فصلّى عليه فقالوا له: نبايعك؟! قال: على ألا اباشر
قتالًا ولا احارب! فأبوا عليه، فلحق بابن الزبير[1].
وقال
ابن قتيبة: فلمّا دفن معاوية بن يزيد وسوّي عليه التراب، وبنو أميّة حول قبره، قال
مروان: أما واللّه يا بني أميّة إنّه لأبو ليلى، والملك بعد أبي ليلى لمن غَلبا[2]
وإنّما كنّاه بأبي ليلى؛ لأنّ العرب كانت تكنّي به المستضعف، قال الشاعر:
إنّي
أرى فتنة هاجت مرَاجلها
والمُلك
بعد أبي ليلى لمن غَلبا[3] وكان
مؤدّبه عمر بن نُعيم العنسي المقصوص، فأخذه المروانيون وقالوا له: أنت علّمت
معاوية الصغير ذلك! ولقّنته إيّاه وصددته عن الخلافة، وزيّنت له حبّ عليّ بن أبي
طالب وأولاده، وحملته على ما وسمتنا به من الظلم، وحَسنت له البدع حتى نطق بما نطق
وقال ما قال!. فقال المقصوص: والله ما فعلت؛ ولكنّه كان مطبوعاً مجبولًا على حبّ
عليّ. فدفنوه حيّاً![4].