ونقله
الحلبي وفصّله عن أبي نعيم عن عمروبن ثابت قال: لمّا مات عليّ بن الحسين فغسّلوه
جعلوا ينظرون إلى آثار سواد في ظهره فسألوا: ما هذا؟
فقيل:
إنّه كان يحمل أجربة الدقيق على ظهره ليلا ليعطيها فقراء المدينة.
وزاد
عن الزهري قال: لمّا مات زين العابدين (ع) فغسّلوه وجد على ظهره مجل (أثر حبل)
فبلغني أنّه كان يستقي بالليل لضعفة جيرانه[1].
وروى
المفيد بسنده، عن يونس بن بكير الشيباني، عن محمّد بن إسحاق قال: كان بالمدينة كذا
وكذا أهل بيت يأتيهم رزقهم وما يحتاجون إليه، لا يدرون من أين، فلمّا مات عليّ بن
الحسين (عليهماالسلام) فقدوا ذلك[2].
ونقله
الحلبي عن الحلية والأغاني وزاد: فصرخوا صرخة واحدة، وعنهما، عن ابن اسحاق، عن
الباقر (ع) وأبي حمزة الثمالي: أنّه (ع) كان يحمل جراب الخبز بالليل على ظهره
فيتصدّق به ويقول: إنّ صدقة السر تطفىء غضب الرب[3].
وإنّما
كان هذا من الإمام السجّاد (ع) لرعاية أيتام قتلى واقعة الحرّة وحرمان بقاياهم من
العطاء، فكان ذلك لعلّة خاصّة، وهي قضيّة في واقعة، فلا يقاس عليها.
[1] . مناقب آل أبي طالب 167: 4، عن حلية الأولياء 136:
3 و 140.
[3] . مناقب آل أبي طالب 165: 4- 166 ونقل هذا في مطالب
السؤول 45: 2 وعنه في كشف الغمة 13: 3، 14 وبهامشه مصادر كثيرة. ومرّ خبر الثمالي
عن علل الشرائع للصدوق وفيه: كان يحمل صرر الدراهم والدنانير، لا الخبز! وهذه
الصدقات كانت من صدقات جدّيه النبي والوصي التي ردّها عليه عبد الملك، كما في
الإرشاد 150: 2. وقد جاء في الإيقاد: 204 عن جابر الجعفي أنّه لما جرّد الباقر
أباه ليغسله بكى، فسأله عن بكائه فقال له: لمّا جرّدته رأيت آثار الجامعة في عنقه!
والقيد في رجليه! وأقرّ محقّق الكتاب بأنّه لم يعثر بعد التتبّع على مثل هذا
الخبر.