responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الإمام السجاد، سياسياً و إجتماعياً نویسنده : اليوسفي الغروي، الشيخ محمد هادي    جلد : 1  صفحه : 322

ونقله الحلبي فلم يذكر صرار الدرهم والدينار وزاد: وكان إذا ناول فقيراً غطّى وجهه لئلا يعرفه. وأضاف: وفي خبر: أنّه كان إذا جنّ الليل وهدأت العيون قام فجمع ما بقي في منزله من قوت أهله وجعله في جراب وحمله على عاتقه، وخرج إلى دور الفقراء وهومتلثّم، فيفرّق عليهم. وكثيراً ما كانوا قياماً على أبوابهم ينتظرونه فإذا رأوه تباشروا وقالوا: جاء صاحب الجراب!

وروي عنه (ع) أيضاً قال: إنّه كان يعول مائة بيت من فقراء المدينة. وكان يعجبه أن يحضر طعامه الأضرّاء والزمنى واليتامى والمساكين الذين لا حيلة لهم، وكان يناولهم بيده، ومن كان منهم له عيال حمّله إلى عياله من طعامه، وقد قاسم اللّه ماله مرّتين‌[1].

وفي حمله الطعام إلى دور الأيتام نقل الصدوق بسنده عن سفيان بن عيينة عن الزهري أنّه رأى عليّ بن الحسين في ليلة باردة مطيرة وعلى ظهره دقيق وحطب! فسأله: يابن رسول اللّه ما هذا؟ قال: اريد سفرا اعدّ له زادا أحمله إلى موضع حريز! وكان مع الزهري غلامه فقال: هذا غلامي يحمله عنك. فأبى. فقال الزهري: فأنا أحمله عنك فإنّي أرفعك (اجلّك) عن حمله. فقال عليّ بن الحسين: لكنّي لا أرفع نفسي عمّا ينجّيني في سفري ويحسن ورودي على ما أرد عليه، أسألك بحقّ اللّه لمّا مضيت لحاجتك وتركتني. فانصرف الزهري عنه، وبعد أيّام سأله: يابن رسول اللّه لست أرى لذلك السفر الذي ذكرته أثرا! قال: يا زهري، ليس ما ظننته، ولكنّه الموت وكنت أستعدّ له، والاستعداد للموت تجنّب الحرام وبذل الخير والندى.

فلمّا مات ووضع على السرير ليغسل شوهد ظهره وعليه مثل ركب الإبل ممّا كان يحمل على ظهره إلى منازل الفقراء والمساكين‌[2].


[1] . مناقب آل أبي طالب 166: 4- 167.

[2] . علل الشرائع 270: 1، الحديث 5 و 6، الباب 165.

نام کتاب : عصر الإمام السجاد، سياسياً و إجتماعياً نویسنده : اليوسفي الغروي، الشيخ محمد هادي    جلد : 1  صفحه : 322
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست