responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوجيز في سلوكيات شيخ المدينة( على بن الحسين عليهم السلام) بين التناقض و الإستقامة نویسنده : السعيدي، السيد أمين    جلد : 1  صفحه : 67

النّفْس ويَملأ القلب تجاه قَدَرِ الله الّذي لا يَضيع عنده شي‌ء، وأن يَلتجئ لربّه رغم ذلك بكل ذلٍّ وخضوعٍ وحُب، وأن يَترامَى على أعتاب عفوه بدموع العيون ووجل الوجدان وإبحار العقل؛ هذا أقل ما يصوّره هذا الدّعاء.

وأمّا مثل دعاء" مكارم الأخلاق"، فإنّه يصوِّر لنا أنَّ السّيف ليس- دائماً- هو الحد الأقصَى لتحصيل الحدود، بل هناك التّسامح الّذي يمثِّل قيمةً عُظمَى وخُلُق الأنبياء والأوصياء وكل الصّالحين، وأنَّ الدّعاء للأقارب والمسلمين والمخطئين يجب أن يكون طريقاً من طُرُق النّصر وتحقّق الأهداف والآمال، فقدرة الله تعالى على الهِداية فوق كل الاعتبارات، وليست غاية المؤمن الصّالح هي العداء، وإنّما الهِداية، فعداؤه لشخصٍ ما إنّما يَتحصّل بسبب عدم كون هذا الفرد على سبيل الهُدَى، فإن أمكن تحقيق الهِداية فيه؛ فهذا مِن شأنِه أن يرفع العداء له من رأس، والحال أنَّ الهِداية بيد الله سبحانه، والدّعاء طريق إلهي لإنزال الهدى وإحلاله في ذات ذلك الشّخص.

وهكذا؛ فالعداوة في الدّعاء، أو الدّعاء على العدو، إنّما لأنّه معانِد لله سبحانه ومتمرِّدٌ لا يَقبل مَحاسن السُّبُل والحلول؛ ممّا يدفع بالدّاعي لأنْ يَجعل عظمة القدرة الإلهيّة لله عزَّ وجل طريقاً للخلاص من شرّه؛ فهذا- كما تري- ممّا يُحتاج فيه للدّعاء أيضاً.

ودُونك" المناجاة الخمسة عشر" و" دعاء أبي حمزة الثّمالي"، ففي ذلك ما تَسمو به الرّوح وينعش القلب ويحلِّق بلُباب العقل.

فالإمام (ع) كان معلِّم الطّريقة، ومُبيّن الآداب الّتي تستلزمها تلك الطّريقة للفوز بكلِّ المآرب مادام الارتباط بالله- القوّة العُليا- متحقّق، وكان عمليّاً في تعليمه، كما كان فاعلًا للنّصر ومؤكِّداً على أنَّ النّصر ليس دائماً يعني الفوز على أرض المعركة والحِراك المسلَّح فحسب.

هذا؛ ولنا وقفة تأمّل- إن شاء الله تعالى- في بعض مقاطع أدعيته (ع)

نام کتاب : الوجيز في سلوكيات شيخ المدينة( على بن الحسين عليهم السلام) بين التناقض و الإستقامة نویسنده : السعيدي، السيد أمين    جلد : 1  صفحه : 67
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست