responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوجيز في سلوكيات شيخ المدينة( على بن الحسين عليهم السلام) بين التناقض و الإستقامة نویسنده : السعيدي، السيد أمين    جلد : 1  صفحه : 110

ثمّ خرج المختار يوماً، فلم يزل يقاتلهم أشدَّ قتال يكون، حتَّى قُتِل، ودخل أصحابه إلى القصر فتحصّنوا، وهم سبعة آلاف رجل، فأعطاهم مصعب الأمان، وكتب لهم كتاباً بأغلظ العهود، وأشدِّ المواثيق، فخرجوا على ذلك، فقدّمهم رجلًا رجلًا فضَرَبَ أعناقهم! فكانت إحدى الغدرات المذكورة المشهورة في الإسلام.

وأخذ أسماء بنت النّعمان بن بشير امرأة المختار، فقال لها: ما تقولين في المختار بن أبي عُبيد؟ قالت: أقول إنّه كان تقيّاً، نقيّاً، صوّاماً. قال: يا عدوّة الله أنتِ ممّن يزكّيه! فأمر بها فضرب عنقها، وكانت أوّل امرأة ضرب عنقها صبراً، فقال الشّاعر القرشي المعروف الّذي وُلِد في ليلة وفاة عمر بن الخطّاب فسمّيَ باسمه- عمر بن أبي ربيعة المخزومي:

إنَّ مِنْ أعجبِ العجائبِ عندي‌

قتلَ بيضاءَ حرّةٍ عُطْبُولِ‌[1]

قَتَلوها بغيرِ جرْمٍ أتتهُ‌

إنَّ للهِ درّها من قَتيلِ‌

كُتِبَ القتلُ والقتالُ علينا

وعلى الغانياتِ جرّ الذّيولِ"[2].

فعبد الله بن الزّبير الّذي لم يكتفِ بهذه الفعال والمفاسد، حيث حسد أخاه مصعب الّذي قتله عبد الملك بن مروان في حروبه مع عبد الله بن الزّبير- بعد أن قتل المختار واستقامت له أمور العراق، فوَجَّه إليه ابنه حمزة ليصرف أمر البصرة له رغم كون حمزة- كما ورد عنه- كان أضعف النّاس وأقلّهم علماً ودِراية، ممّا اضطرّه للعودة إلى مكّة بعد أن اجتبَى خراج البصرة! فعبد الله بن الزّبير كان في تذبذبه لا ينكفئ حتَّى عن قتل أخيه عمرو لعداوة كانت بينهما ولمبايعته لمروان بن الحكم! فقد ورد في بيان ذلك:


[1] - العطبول: المرأة الجميلة الفتيّة الطّويلة العنق. فعمر بن أبي ربيعة كان مولعاً بالتّعرّض للنّساء والتّشبيب بهن، ممّا اضطرَّ عمر بن عبد العزيز لنفيه إلى" دهلك" ليجنّبه عن ذلك.

[2] - المصدر السّابق( اليعقوبي): ص 181 و 182.

نام کتاب : الوجيز في سلوكيات شيخ المدينة( على بن الحسين عليهم السلام) بين التناقض و الإستقامة نویسنده : السعيدي، السيد أمين    جلد : 1  صفحه : 110
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست