responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوجيز في سلوكيات شيخ المدينة( على بن الحسين عليهم السلام) بين التناقض و الإستقامة نویسنده : السعيدي، السيد أمين    جلد : 1  صفحه : 108

" ولمّا لم يكن بابن الزّبير قوّة على بني هاشم، وعجز عمّا دبَّره فيهم، أخرجهم عن مكّة، وأخرج محمّد بن الحنفيّة إلى ناحية رَضْوَى‌[1]، وأَخرَج عبد الله بن عبّاس إلى الطّائف إخراجاً قبيحاً!"[2].

وهذا عين ما دفع محمّد بن الحنفيّة لمكاتبة ابن عبّاس وتسليته في مصابه الجلل هذا وغيره، حيث" كتب محمّد بن الحنفيّة إلى عبد الله بن عبّاس:

أمّا بعد؛ فقد بلغني أنَّ عبد الله بن الزّبير سَيَّرك إلى الطّائف، فرفع الله بك أجراً، واحتطَّ عنك وزراً، يا ابن عم! إنّما يُبتلَى الصّالحون، وتُعدّ الكرامة للأخيار، ولو لم تؤجَر إلا فيما نحب وتحب قَلَّ الأجر، فاصبرْ فإنَّ الله قد وعد الصّابرين خيراً، والسّلام"[3].

و" روَى بعضهم أنَّ محمّد بن الحنفيّة صار أيضاً إلى الطّائف، فلم يزل بها، وتوفّي ابن عبّاس بها في سنة 68 ه-، وهو ابن إحدى وسبعين سنة، وصلَّى عليه محمّد بن الحنفيّة، ودَفن عبد الله بن عباس بالطّائف في مسجد جامعها، وضرب عليه فسطاط[4]، ولمّا دُفن أتَى طائر أبيض فدَخَل معه قبره، فقال بعض النّاس: عِلْمُه. وقال آخرون: عَمَلُه الصّالح.

قال عبد الله بن عبّاس: أردفني رسول الله، ثمّ قال لي: يا غلام! ألا أعلّمك كلمات ينفعك الله بهن؟ قلت: بلى! يا رسول الله، قال:

احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، أذكر الله في الرّخاء يذكرك في الشّدّة، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، جَفَّ القلم بما هو كائن، ولو جَهد الخَلق على أن ينفعوك بشي‌ء لم يكتبه الله لم يقدروا عليه، ولو جَهدوا


[1] - رَضْوَى: جبل معروف بالمدينة.

[2] - المصدر السّابق( اليعقوبي): ص 179.

[3] - المصدر السّابق( اليعقوبي): ص 179 و 180.

[4] - الفسطاط: بيت من الشَّعر.

نام کتاب : الوجيز في سلوكيات شيخ المدينة( على بن الحسين عليهم السلام) بين التناقض و الإستقامة نویسنده : السعيدي، السيد أمين    جلد : 1  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست