التحديد كما
مر كان من آيات سورة النساء السادسة نزولًا بعد الهجرة[1]
في حدود السنة الخامسة للهجرة تقريباً، وليست من الأواخر نزولًا بعد فتح مكة كما
توهّموه، ولا اقتراباً منه إلى اليهودية وابتعاداً عن المسيحية، بل لم تشرّع
المسيحية إلغاء التعدد نهائياً[2]، وإنما
ألغته الكنيسة البولسية ضمن مبتدعاتها بعد السيد المسيح، المشترع شرعة التوراة
قبله إلّاأنه أحلّ لهم بعض ما حُرّم عليهم من قبل[3].
وإنما كان ابقاء الإسلام على هذا الحدّ من الضرائرية انسجاماً مع حكمته السابقة
في أصل الزواج: «إني مكاثر بكم الامم»، و «سوداء ولود خير من حسناء لا تلد»، وليس
لشدة اهتمام رسول الإسلام بتكثير عدد العرب، والمسلمين فيما بعد، لإعداد جنود
يكفون لفتح الأرض كلها، كما توهّموه[4]. أما ما
انفرد به الدروز- وهم فرع من الفاطميين الإسماعيليين بل القرامطة- من إلغاء الزواج
الضرائري مطلقاً[5]، فإنما هو
على أفضل الحال اجتهاد في مقابل النص القرآني السابق مناقضٌ له، فهو زخرف يُضرب
به عرض الحائط، فكيف يوصف بأنه تطوّر