كلمة اللطف مصدر من بابي: نصر و كرم،
فيأتي من الأوّل بمعنى الرفق و اللّينة، و الاسم: اللطف. و يأتي أيضا بمعنى الدنو،
فيقال: لطف به أي رفق به، و لطف اللّه بالعبد أي رفق به و أوصل إليه ما يجب برفق،
و وفّقه و عصمه فهو لطيف به، و لطف الشيء أي دنا، و يأتي من الثاني بمعنى الدّقة و
الظرافة، فهو ضدّ الضخامة و الكثافة، و الاسم: اللطافة، يقال: لطف الشيء أي صغر و
دقّ، و لطّفه- بالتشديد-جعله لطيفا، و اللطيف من الكلام ما غمض معناه و خفي، و منه
اشتق اللطيفة و هي النكتة إذا كان يحدث لها في الأنفس شيء من الانبساط، و التلطيف
عند القراء، الإمالة. 1
و اللطف في اصطلاح المتكلّمين من صفات
فعله تعالى و يقصد به كلّ فعل يدعو المكلف إلى الطاعة و يزجره عن المعصية.
اللطف المحصّل و المقرّب
فعل اللطف من اللّه سبحانه تارة يؤدّي
بالمكلّف إلى الإتيان بالحسن و ترك القبيح فهذا يسمّى لطفا محصّلا لأنّه محصّل
للطاعة و إن لم يؤدّ إلى ذلك يسمّى مقرّبا لأنّ من شأنه تقريب العبد إلى الطاعة و
إبعاده عن المعصية. فلنأت بنماذج من عبارات المتقدّمين و المتأخرين ليتّضح صدق
مقالتنا هذه:
يقول الشيخ المفيد (المتوفّى 413 ه) :
«اللّطف ما يقرب المكلّف معه إلى الطاعة و يبعد عن المعصية» . 2
[1] لاحظ أقرب الموارد، ج 2، كلمة «لطف»
، المصباح المنير، ج 2، ص 246، المعجم الوسيط، ج 2، ص 826، المنجد في اللغة و
الاعلام: كلمة «لطف» ، و غيرها من معاجم اللغة.
[2] النكت الاعتقادية، ص 35، لاحظ
المجلد العاشر من مصنفات الشيخ المفيد.