المسائل الأصولية و المسائل الكلامية من
فروع الدين بالضرورة و الامتناع، و ذلك من استخدام الحقائق في الأمور الاعتبارية،
و يبرهنون في أمور ترجع إلى الواجب تعالى بأنّه يجب عليه كذا و يقبح منه كذا،
فيحكمون الاعتبارات على الحقائق، و يعدونها برهانا» . 1
تلخيص و تحقيق
تتلخّص آراء العلاّمة الطباطبائي في
مسألة الحسن و القبح العقلي في النقاط التالية:
1. ملاك حسن الأفعال و قبحها هو المصالح
و المفاسد النوعية، و بعبارة أخرى، السعادة الإنسانية في حياته الاجتماعية.
2. المصالح و المفاسد و ما يتفرّع
عليهما من الحسن و القبح و الوجوب و الحرمة أمور اعتبارية و انتزاعية و إن كانت
لها مبادئ و غايات حقيقية.
3. مسائل الحسن و القبح لا تقع تحت
البرهان و لا تجري عليها الضرورة و الامتناع التي هي من أحكام الحقائق.
4. بما أنّ أحكام العقل-سواء كان في
مجال النظر أو العمل-مأخوذة عن الواقع الموجود، و ليس ذلك إلاّ فعله سبحانه، فلا
تتحكّم على ذاته و أفعاله تعالى، إذ لازمه تحديد ذاته و صفاته بما هو منتزع من
فعله و أثره.
5. يتمكّن العقل الإنساني من كشف
القوانين و السنن الجارية عليها أفعاله سبحانه، و في ضوء تلك القوانين الكلّية
يثبت وجود اللّه سبحانه و يكشف صفاته الكمالية مجانبا في ذلك طرفي التعطيل و
التشبيه، كما يحصل على المصالح المترتبة على تشريعاته، إذ لا يتطرق إلى ساحته
تعالى اللغو و العبث، و إن كانت غايات